رواية \\\"مدار الجدي\\\" هي ثالث ثلاثيّة ميللر الأولى : \\\"مدار السرطان\\\" ، و \\\"ربيع أسود\\\" وأخيراً \\\"مدار الجدي\\\" . صدرتْ في عام 1939 ، وبقيَتْ ممنوعة من النشر في الولايات المتحدة الأميركية على مدى ثلاثين عاماً ، بسبب ما تحتوي من تفصيلات جنسية . هذا التوأم لرواية \\\"مدار السرطان\\\"...
رواية \\\"مدار الجدي\\\" هي ثالث ثلاثيّة ميللر الأولى : \\\"مدار السرطان\\\" ، و \\\"ربيع أسود\\\" وأخيراً \\\"مدار الجدي\\\" . صدرتْ في عام 1939 ، وبقيَتْ ممنوعة من النشر في الولايات المتحدة الأميركية على مدى ثلاثين عاماً ، بسبب ما تحتوي من تفصيلات جنسية . هذا التوأم لرواية \\\"مدار السرطان\\\" يؤرِّخ لحياته في حقبة العشرينيات من القرن العشرين في مدينة نيويورك . وأبرز ما تتصف به هو طريقته الغريبة في الكتابة ، وأسلوبه الذي يقترب كثيراً من السرد السريالي لحياته في حي بروكلن ، الذي يعجّ بالجنسيات المتباينة من الناس . يتميَّز ميللر بأسلوب تيار الوعي الذي يُطلق العنان للذكريات والأحاسيس والانطباعات بالتدفُّق دون كابح ، والنتيجة قصيدة من السرد تحكي عن انحطاط الحلم الأميركي في أحياء نيويورك الخلفية ، بلغةٍ شديدة الحيوية وبصور إبداعيّة تعكس عبقرية هذا الكاتب . هذا الكتاب يُحرِّك القارئ إلى درجة النشوة . إذا كنتَ أحد أولئك اليائسين المساكين الذين تخلّوا عن كل أملٍ في الحياة فعليكَ بقراءة ميللر ، لأنه كفيل ببثّ الحياة والنشوة في الجماد . هذا الرجل يقول نعم دائماً للحياة ، حتى في أسوأ حالاته النفسية والمادية انحداراً . هذا الرجل كرّسَ نفسه للفرح وللحياة ، على الرغم من كل شيء .