يندرج كتابي هذا في حقل دراسة تاريخ الأفكار، ويستند إلى منهج يقوم على التمييز بين الدين، من جهة، والفكر الديني/ من جهة ثانية، أي التمييز بين المقدس والبشري، بين المطلق والنسبي، بين الثابت والمتحوّل. وينحصر غرضه في تتبع المواقف التي برزت، منذ القرن الثاني ؤللهجرة وحتى اليوم،...
يندرج كتابي هذا في حقل دراسة تاريخ الأفكار، ويستند إلى منهج يقوم على التمييز بين الدين، من جهة، والفكر الديني/ من جهة ثانية، أي التمييز بين المقدس والبشري، بين المطلق والنسبي، بين الثابت والمتحوّل. وينحصر غرضه في تتبع المواقف التي برزت، منذ القرن الثاني ؤللهجرة وحتى اليوم، تجاه مسألة الجهاد. أما تحليل أو تفسير مفهوم الجهاد في النصوص التأسيسية للإسلام، وتحديداً في القرآن وفي الأحاديث النبوية، فلن يدخل ضمن أغراض هذا الكتاب، على اعتبار أن هذه المهمة تتجاوز إمكانياتي وحدود تخصصي. أما إشكالية البحث، فهي تتمحور حول العلاقة بين النصوص التأسيسية وتفسيرها، أو تأيلها، ويحتويها السؤال التالي:إذا كان مفهوم الجهاد يجد سنده في القرآن وفي الأحاديث النبوية، فكيق تعامل المعبّرون عن الفكر الإسلامي مع هذا المفهوم عبر مراحل التاريخ الإسلامي؟.