عندما نتحدث عن حياة "ابن عربي" فنحن نتحدث عن المشروع الصوفي الإسلامي قاطبة، لأن المراجعة التاريخية لسيرته تتطلب استحضار تطوّر موقفه الروحي، الذي تشكّل على أساس أنّه حلقة الوصل الحساسة بين التراث الفكري السابق عليه، وبين كل الإنجازات الثيوصوفية التي جاءت بعده، من هنا فإن...
عندما نتحدث عن حياة "ابن عربي" فنحن نتحدث عن المشروع الصوفي الإسلامي قاطبة، لأن المراجعة التاريخية لسيرته تتطلب استحضار تطوّر موقفه الروحي، الذي تشكّل على أساس أنّه حلقة الوصل الحساسة بين التراث الفكري السابق عليه، وبين كل الإنجازات الثيوصوفية التي جاءت بعده، من هنا فإن الجانب التاريخي في سيرته بؤرة أساسية للعمل عند التعرض لفلسفته، لما يمثله هذا الجانب من صيانة على مستوى المعرفة، ولا ننوي هنا القيام بنوع من الممارسة المعرفية على تاريخه الشخصي، لكننا سنحاول النظر إلى منعطفات حياته الشخصية وعلاقتها بتطوره الروحي بمنظار استجابتها لما هو اجتماهي وسياسي وفكري، وفي الوقت نفسه نحاول أن نؤرخ لحياته وشيوخه ومؤلفاته وتأثيره، ونحاول أن نقوم بذلك دون أن نفصل بين حياته وبين الحاضنة التاريخية التي غذّته.