أليس جريئا فخري كريم حين يعرض يومياته السياسية، تعليقاته على احداث ومسائل سيّارة في كتاب. إذا كانت السياسة لا تنبع من الافكار وإذا كانت تصوب الافكار، إذا كان الحدث لا يلبث أن يغدو في جهة اخرى فإن من المجازفة تقديم الرأي عاريا وبعيدا عما آل إليه. إنها المجازفة لكنها أيضا...
أليس جريئا فخري كريم حين يعرض يومياته السياسية، تعليقاته على احداث ومسائل سيّارة في كتاب. إذا كانت السياسة لا تنبع من الافكار وإذا كانت تصوب الافكار، إذا كان الحدث لا يلبث أن يغدو في جهة اخرى فإن من المجازفة تقديم الرأي عاريا وبعيدا عما آل إليه. إنها المجازفة لكنها أيضا مناسبة للوقوف على المعادلات الصعبة، لإيجاد ضوء ودليل أولي. فخري كريم ضد الاحتلال، إنه يندد بما فعله القيصر بريمر من تدمير للبنية العراقية وانفراد في السلطة ( يرى بريمر نفسه في الحلم في صورة صدام حسين عاريا يهرع نحو سفارة اميركية غيرموجودة )، ضد الاحتلال لكن ايضا ضد مقاومته بالإرهاب، ضد الفساد لكن أيضا ضد الانقلاب باسم ذلك على الشرعية. إنها معادلات صعبة يستسهل البعض فكها والالتحاق باحد جانبيها، وليس من مآل لذلك إلا الانتحار أو الاستتباع والرضوخ. يجازف فخري كريم بمواقف انسلخت عن أحداثها، لكن المجازفة تنفع في النفاذ من التشويش الحاصل بين الزمن والذاكرة. تنفع في اختراع نوع من التذكر الوجه، في ايجاد أرضية أولىللذاكرة كتاب فخري كريم يلوي دائما إلى الماضي الإستبدادي، إنه خوف تنجيه الفاشية وترئتها بمساواتها بالحاضر، أو حتىبتفضيلها عليه، لاشك أن الدمار والحرب فضيعان، لكن ارث الفاشية عميق وسيبقى العراق طويلا تحت خطره. لكن كل ذلك ليس شيئا اذا لم يبقى هناك امل في المستقبل. رغم كل شيء فإن كتاب فخري كريم لا يخاف ولايهرب ولا يغرق في اليأس، إنها كتابة الامل