عاشت مغلّفة بيقينها الشعري، متعلقة بالأمل الذي يجيء من لدن الشعر، بل لائذة بعصمة الحقائق الشعرية وببهاء هذا العالم الذي أعطاها مفتاحه وأجزل الوعود، كانت معتدّة بهذه العلاقة الخصوصية بالشعر، بل بالعلاقة شبه السرية مع الشعر، بعيداً عن المنابر والأضواء والعناوين. كان الشعر...
عاشت مغلّفة بيقينها الشعري، متعلقة بالأمل الذي يجيء من لدن الشعر، بل لائذة بعصمة الحقائق الشعرية وببهاء هذا العالم الذي أعطاها مفتاحه وأجزل الوعود، كانت معتدّة بهذه العلاقة الخصوصية بالشعر، بل بالعلاقة شبه السرية مع الشعر، بعيداً عن المنابر والأضواء والعناوين. كان الشعر وعدها وعزاءها ومفتاح السر. ونكاد لا نلمس مرارة أو خيبة إلا في قصيدتها الأخيرة \"غراب يطلب الغفران\" التي تنتهي بعبارة مبتورة: \"العاصفة سحبت خيط الكلام من فمي، ملوّناً بالدم منذ ملايين السنين قلت...\" لا أعرف إن كانت لو أمهلها الموت ستكمل العبارة، أم لعلها تركتها لتعلن أنها حملت اللامعقول إلى عالم الغياب؟. خالدة سعيد