تشكِّل ملحمة جلجامش صورة رائعة لمواضيع إنسانية حسَّاسة ففيها الحب والصداقة والبغض والحقد والأماني والحنين الى الذكريات والبطولة والرجولة والمغامرات والرثاء. ولعل أبلغ رثاء في تأريخ الحب والصداقة نجده في رثاء جلجامش المؤثِّر لصديقه وخلّه "انكيدو" وبكائه عليه. في هذا...
تشكِّل ملحمة جلجامش صورة رائعة لمواضيع إنسانية حسَّاسة ففيها الحب والصداقة والبغض والحقد والأماني والحنين الى الذكريات والبطولة والرجولة والمغامرات والرثاء. ولعل أبلغ رثاء في تأريخ الحب والصداقة نجده في رثاء جلجامش المؤثِّر لصديقه وخلّه "انكيدو" وبكائه عليه. في هذا الكتاب يناقش طه باقر كيف تناول الأدباء ملحمة جلجامش.. أي الأعمال البطولية والمغامرات المنسوبة الى جلجامش وصاحبه انكيدو وخاصة حادثة الطوفان الشهيرة الأمر الذي جعل الملحمة برأيه "كلها تبدو وكأنه وحدة فنية مطردة على الرغم من أن المؤلف أو المؤلفين استعملوا ما يشبه طريقة سرد القصص المتبعة في ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة في ربط قصة بأخرى". وفي هذا السياق يرجع المؤلف "طه باقر" الى أصول حوادث الملحمة بنصها الذي جاء باللغة الأكدية (البابلية)، معتبراً أنها ذات مصادر سومرية. فقد وجد – والكلام للمؤلف – بالفعل نصوصاً أدبية سومرية، منها ما يتعلق بأعمال جلجامش وأنكيدو والعفريت "خمبايا"، وقصة حب عشتار لجلجامش وقصة الثور السماوي وغيرها. وبناء على ما تقدم يحوي الكتاب أشهر القصص والأساطير المتعلقة بجلجامش ومعظمها دوّن باللغة السومرية. ولأن حادثة الطوفان تؤلف جزءاً من الملحمة (هو اللوح الحادي عشر) فقد أضاف المؤلف أشهر القصص والأساطير المتعلقة بالطوفان مما جاء إلينا من النصوص الأدبية في حضارة وادي الرافدين.