ينطلق صادق جلال العظم هنا من سؤال بسيط في الظاهر: هل يمكن بناء مفاهيم عامة مثل حقوق الإنسان، وحرية الضمير، والتسامح الديني، وغير ذلك، انطلاقاً من تراث خاص؟ يجيب العظم جازماً: نعم –اعتماداً على التاريخ. لقد نسبت مفاهيم: الديمقراطية، الحريات المدنية، حقوق المواطن، حرية...
ينطلق صادق جلال العظم هنا من سؤال بسيط في الظاهر: هل يمكن بناء مفاهيم عامة مثل حقوق الإنسان، وحرية الضمير، والتسامح الديني، وغير ذلك، انطلاقاً من تراث خاص؟ يجيب العظم جازماً: نعم –اعتماداً على التاريخ. لقد نسبت مفاهيم: الديمقراطية، الحريات المدنية، حقوق المواطن، حرية التعبير، إلى عصر الأنوار الأوربي، إلا أنها اكتسبت اليوم مغزاً كياً عاماً. وبالاعتماد على التاريخ دائماً، فإن الإسلام نفسه الذي نشأ في مدينتين صحراويتين، اتخذ طابعاً عاماً كاسحاً. يلاحظ العظم أن النموذج الإنسانية العلماني اكتسب اليوم مكانة مزدوجة، بوصفه الخير البشري المشترك، وبوصفه النموذج المعياري الملزم للحكم على القضايا المتعلقة بالإنسان.