دراسات وبحوث تسعى لارجاع ظاهرة الانبعاث الاسلامي الى أزمة الغرب الرأسمالي وأزمة الاشتراكية، ترجمها واعدها الباحث فالح عبد الجبار في كتاب بعنوان (الاستشراق والإسلام) والصادر عن مؤسسة (المدى) للثقافة والنشر مركزاً على التحليل الفيلوجي لكلمة الإسلام كمنظومة فكرية في...
دراسات وبحوث تسعى لارجاع ظاهرة الانبعاث الاسلامي الى أزمة الغرب الرأسمالي وأزمة الاشتراكية، ترجمها واعدها الباحث فالح عبد الجبار في كتاب بعنوان (الاستشراق والإسلام) والصادر عن مؤسسة (المدى) للثقافة والنشر مركزاً على التحليل الفيلوجي لكلمة الإسلام كمنظومة فكرية في تشكلاتها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في بلدان العالم الإسلامي ودور العامل الديني في تطور ذلك كله إذ ترى الباحثة الروسية ل. ر. بولنسكايا
أن الفكر السياسي في مجتمعات بلدان الشرق قد تحدد وتطور بتأثير الغرب والتقاليد الدينية للمجتمع ما قبل الرأسمالي. حيث اضطلع الإسلام منذ البداية بدور القاعدة الإيديولوجية للدولة الإسلامية. وإن الصلة بين الدين والسياسة ترسخت في مجرى التاريخ، بقوة في العالم الإسلامي أكبر مما في أي منطقة حضارية أخرى. وعلى وفق رؤيتها المادية التاريخية تجد أن النظم الدينية الشرقية وليست الإسلامية وحدها وإنما الهندوسية والبوذية كذلك تعكس السمات الخاصة لأشكال الملكية وأنماط الإنتاج الآسيوية، كما تعكس خصوصية مزيج الأشكال المختلفة من التطور التاريخي، أي الانتقال من النظام البدائي إلى النظام العبودي، ومن النظام العبودي إلى الإقطاع. وعلى الرغم من التوجه العلماني لأغلب الأنظمة السياسية الحاكمة في هذه البلدان والتطور الحديث فيها، إلا أن هذا لم يحقق الإقصاء الكامل للتقاليد الدينية، بل أدى إلى تركيب خاص يجمع العوامل الدينية والعلمانية. ولأن الباحثة تتحدث عن فترة ما قبل استفحال النشاط الأصولي العنفي فإنها إلى جانب إشادتها بدور الدين في جذب الجماهير إلى حركات التحرر الوطني تؤكد ان أفكار التوزيع العادل للثروة والروح الاجتماعية والثورة الأخلاقية واللاعنفية قد غدت جزءاً لا يتجزأ من نظرية الاشتراكية الدينية والقومية الدينية التي انتشرت على نطاق واسع في الشرق.