أسئلة عديدة يطرحها هذا الكتاب، تدور حول طبيعة الفكر الحر ودوره في تحريك التاريخ، وكيفية تمظهره في إيديولوجيات المجموعات العلمانية أو المضادة للكهنوت التي تدعي بأنها حارسة معبده. أسئلة تمس جذور الحضارة الحديثة، تقود الرغبة إلى الإجابة عليها إلى التأكيد أن الفكر الحر لا...
أسئلة عديدة يطرحها هذا الكتاب، تدور حول طبيعة الفكر الحر ودوره في تحريك التاريخ، وكيفية تمظهره في إيديولوجيات المجموعات العلمانية أو المضادة للكهنوت التي تدعي بأنها حارسة معبده. أسئلة تمس جذور الحضارة الحديثة، تقود الرغبة إلى الإجابة عليها إلى التأكيد أن الفكر الحر لا يقبل اختصاره في أي تعريف نحاول إعطاءه إياه. فالفكر الحر كما يذهب المؤلف ليس إيديولوجيا ولا عقيدة، بل هو انبثاق، واندفاع لـ"الزخم الحيوي" الذي يأخذ شكل تمرّد وتجديف. وهو ما يتلو عمليات التمرد والتجديف والتشكيك والرفض والتجديد التي يقوم بها المفكرون الأحرار. إنه مؤلف هذا الكتاب وهو يعالج موضوعاته وأسئلته يأخذ بعين الاعتبار معيارين ينبغي ملاحظتهما: قسوة الأزمة التي يعبرها العالم وأوروبا كأفق لا يمكن تجاوزه، وعمق تلك الأزمة. وإذا ما عدنا إلى متن هذا الكتاب نجد أنه يقع في ثلاثة أقسام: الماضي البعيد، الماضي القريب، والأزمنة الحديثة.