"ها نحن... يسيل البكاء من أنفاسنا، وحناجرُنا مليئة بصراخ الدم، ونحلم شموساً تحت حجارة الأضرحة-بيوت البشر والأنبياء والأحلام.. ها نحن، على حواف الخنادق التي استسلمت دونما هزيمة ودونما نصر، تحت أعلامنا البيضاء المرَفرِفةِ في هواء شجاعتنا المحروق، نتلفت ونتذكر، ما ذُبح من...
"ها نحن... يسيل البكاء من أنفاسنا، وحناجرُنا مليئة بصراخ الدم، ونحلم شموساً تحت حجارة الأضرحة-بيوت البشر والأنبياء والأحلام.. ها نحن، على حواف الخنادق التي استسلمت دونما هزيمة ودونما نصر، تحت أعلامنا البيضاء المرَفرِفةِ في هواء شجاعتنا المحروق، نتلفت ونتذكر، ما ذُبح من أشجار، وما نفق من أرواح رجال، وما أُريق من أنفاس ورد، نتذكر غفوات صبانا على تلال حصيد القمح، حيث اكتشفنا-على إيقاع الموسيقى السرية للنجوم-جمالَ الخطيئة ومتعة الأحلام... نتذكر ما روينا من أساطير؛ وتوقظنا رعشةُ ما نسيناه من ندوب عواطفنا الأولى.. نتذكر ما روينا من أساطير؛ وتوقظنا رعشة ما نسيناه من ندوب عواطفنا الأولى... نتذكر أعشاشاً وثعابين، وطرقاً، وينابيع، ووعوداً، وجلبة أفكارٍ طائشة.. نتذكر ما قطفناه من حلازين أيلول عن أمطار الخريف الأولى... نتذكر فراخ عصافير أرضعناها حليب القمح من أفواهنا المدوّرة كقُبلٍ مطبوعة على الريح..".