العنوان الذي تركه الكاتب غامضاً بعض الشيء، ينطوي على معنى العودة الى الذاكرة، فهي ملاذ كاتب النص، وملاذ أمثاله، من الذين وجدوا فيها عزاء وغنى، وهم في زمان ومكان غير زمانهم ومكانهم. محلة العباسية وخمارة كاردينيا، أشبه بقوى حية غير زمنية، وأبطالها كذلك. ولذلك لايلين هذا النص...
العنوان الذي تركه الكاتب غامضاً بعض الشيء، ينطوي على معنى العودة الى الذاكرة، فهي ملاذ كاتب النص، وملاذ أمثاله، من الذين وجدوا فيها عزاء وغنى، وهم في زمان ومكان غير زمانهم ومكانهم. محلة العباسية وخمارة كاردينيا، أشبه بقوى حية غير زمنية، وأبطالها كذلك. ولذلك لايلين هذا النص تحت وطأة حنين للماضي. بالرغم من أن حضورهما التاريخي أكيد أكثر من صعيد. لأنك لو وقفت على بوابة كاردينيا في شارع أبو نواس متطلعاً الى النهر، إذن لرأيت العباسية او شبحها الذي لا يزول، ماثلاً أمام ناظريك في جهة الكرخ. إلا أنهما معاً يشكلان لحنين متداخلين في أغنية رقيقة باكية. وللقارئ أن يتبين الاحتجاج الذي تنطوي عليه. لأن نهايتهما المحلة والخمارة لم تكن إلا نهاية قسرية بيد زمرة العبث، والعائلة الصدامية لا بيد التاريخ. مرحلة حكم القرية مقحم على التاريخ وطارئ. ولذلك سنقيم له متحفاً لكي لا ينسى.