"إنني لست من يسمى عادة بالبطل، في هذه الرواية التي تعددت فيها الأصوات، والأزمان، والضمائر، البطل -أو بالأحرى البطلة الحقيقية هي امرأة... امرأة من نوع فريد! سوف تتعرفون عليها! أمي التي كانت الواسطة لمعرفتي بها لم تخبرني بالشيء الكثير عنها! قالت لي فقط: هي مدرسة اسمها "رجاء" تعمل...
"إنني لست من يسمى عادة بالبطل، في هذه الرواية التي تعددت فيها الأصوات، والأزمان، والضمائر، البطل -أو بالأحرى البطلة الحقيقية هي امرأة... امرأة من نوع فريد! سوف تتعرفون عليها! أمي التي كانت الواسطة لمعرفتي بها لم تخبرني بالشيء الكثير عنها! قالت لي فقط: هي مدرسة اسمها "رجاء" تعمل مع أختك، زوجها مفقود من أيام الحرب، مع إيران، وهي تنتظر عودته. لها منه ابن تريد أن تبعده عن مخاطر الدروب، خلال عطلة الصيف. أختك ترجوك أن تأخذه عندك في المحل، تعمله شيئاً. هي كانت هنا لكنك تأخرت. ماذا أقول لها؟ ماذا تقول لها يا وجدي!؟ أنظر لوجه أمي الوديع متردداً. في عينيها رجاء صامت. هي أيضاً تريد مني أن أساعد هذه المرأة، التي غيبت الحرب رجل بيتها، وتركتها حائرة. تخيلت زوجة المفقود امرأة يابسة العود، مهملة الثياب، منكسرة، يطفح الحزن من عينيها المقترحتين، بسبب جريان الدموع، في ساعات الوحدة. قلت لأمي بدون أن أفكر -ولا لحظة واحد أفكر- بما ستكون عليه النتائج: "لتأت المرأة بابنها متى تحب" لم يخطر ببالي ساعتها، أنني بهذه الجملة الصغيرة، كنت أفتح على نفسي باباً لهبوب زوبعة، سوف تعصف بحياتي برمتها! لكن المرأة ليست ملومة... لا هي ليست ملومة أبداً". البطلة الحقيقية في هذه الرواية امرأة من نوع فريد، زوجها مفقود، ولكن في أي حرب؟ امرأة تعمل معلمة، وهي ما تزال شابة، واللقاء الأول معها ربما يحمل معه عاصفة، يتغير معها مجرى الحياة ولكن إلى أين؟.