-
/ عربي / USD
قد يفاجأ القارئ العربي حين يخوض في بحار الفكر الصيني بذلك العالم المجهول الذي ترجع أولياته إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ليتساءل عن سر هذا الانقطاع عن ثقافة عريقة عاشت في جوارنا متزامنة مع مكتبة آشور بني بعل، ثم مكتبات الكلدانيين فالآراميين فالمسلمين. ولئن كان ما قبل الإسلام معدود في التاريخ المتقطع الذي يسم مدنيات وحضارات الغابر فإن القرابة القريبة التي جمعة بين الحضارتين الصينية والإسلامية تزيد من عنصر المفاجأة ومن ثم التساؤل عن هذا السر الذي جعل المسلمين يبحثون عن مصادر إضافية لمعرفتهم فلا يجدون غير فلسفة اليونان. إن الجواب المعتاد في حالة كهذه هو الحاجز اللغوين إذ لم يتهيأ للفلسفة الصينية "سريان" يقومون بالوساطة بينها وبين الفكر الإسلاكي. لكن السؤال يبقى مطروحاً للإجابة مع الاتصال الوثيق بالصين على جبهات السياسة والتجارة والعلوم ومع تدفق المسلمين على الصين بعد مدة وجيزة من وصول جيوش قتيبة إلى كاشغر لترسم هط الحدود المشارك ما بين إمبراطوريتي الأرض في ذلك الحين.
أما بقاء هذه الفلسفة مجهولة في العصر الحديث فمفهوم. فالغزو الثقافي الذي اجتاحنا في هذا العصر، كان جهة واحدة هي أوروبا، التي غزت الصين في نفس الآن لتشكل بالتالي حاجزاً يزيد على الحاجز اللغوي ويمنع أهل الصين من غزونا بثقافتهم وبوتيرة لو تمت لكانت معرفتنا الحديثة أكثر توازناً وربما اتزاناً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد