"لأجل نزوة صغيرة عابرة، ربما تركت يدي إلى مقتل، وروحي في مهب شقاء، وقلبي إلى فحمة سوداء، تشعله وتطفئ بدخانها ما تصاعد من نداء. لأجل نزوة صغيرة أقفلت الستائر، وأزحت الشمس وأهلت التراب على الذكريات والصور، ولأجل نزوة أسلمت الضحكة إلى إزميل حدّاد، يقرع فيها، وبرفق ضجيجها إلى...
"لأجل نزوة صغيرة عابرة، ربما تركت يدي إلى مقتل، وروحي في مهب شقاء، وقلبي إلى فحمة سوداء، تشعله وتطفئ بدخانها ما تصاعد من نداء. لأجل نزوة صغيرة أقفلت الستائر، وأزحت الشمس وأهلت التراب على الذكريات والصور، ولأجل نزوة أسلمت الضحكة إلى إزميل حدّاد، يقرع فيها، وبرفق ضجيجها إلى صفائح من ملح، ولأجل نزوة، لن تروي شبق الحدائق الكثيرة قطفت الياسمين وصرعت رائحته في يد غربية، وابتسمت الليلة واستبقتك عند مقتل يدك الأخرى بيد التي أسلمتها للذكريات الآتي تنسج بإبر دامية. لأجل نزوة أشدّ حلكة في ليلتها أسلمت قلبي إلى بأس الوجيب ورحت تعصف بالكلمات كما تعصف ريح بشقائق النعمان، ولأجل نزوة تركت قلبي يخون ذكرياته ويكذّب ضحكاته ويصفع رقته بخنجر من موت".