منذ قرابة ربع قرن وأنا أنضجُ ، داخل حقل المعرفة الموسيقية ، كشاعر . أُصغي للموسيقي، وأقرأ عنها، حتي لتبدو كتبُ الأدب والفن والفكــرِ فروعاً وأغصاناً وأوراقاً من شجرتهــا . إلا الشعر ، فهــو صنوهــا التوأم . ولذا أري ولَهي الموسيقي وإحاطتي الموسيقية ثمرةً طبيعية لهويتي كشاعر...
منذ قرابة ربع قرن وأنا أنضجُ ، داخل حقل المعرفة الموسيقية ، كشاعر . أُصغي للموسيقي، وأقرأ عنها، حتي لتبدو كتبُ الأدب والفن والفكــرِ فروعاً وأغصاناً وأوراقاً من شجرتهــا . إلا الشعر ، فهــو صنوهــا التوأم . ولذا أري ولَهي الموسيقي وإحاطتي الموسيقية ثمرةً طبيعية لهويتي كشاعر ..وما من شاعرٍ حقيقي بقادرٍ أن يُرجئ وجدانــه الموسيقي الي حين ، أن يهجــرَ المنشدَ المغني فيه ويُقبلُ علي اللغةِ والورقِ، لأن كل نسيجه لن يكون إلا محض أدب من لغةٍ وورق لا غيــر !
حبُّ الموسيقي لا يشبه حبَّ قراءة الرواية ولا تأملَ اللوحة . إنــه استثنائي . فالشاعرُ يرعي مُبدعــاً موسيقياً في داخلــه . ولو نمــا وكبُر هذا المبـدع الموسيقيّ وأخذَ حجــمَ الإنسان ، الذي هو عليــه ، لرعي بدوره شاعراً صغيراً في داخلــه . هذا النوذجُ نفتقده في ثقافتنا الشعرية المعاصرة . وما من علّةٍ موجعــةٍ كهذا الفقدان .
إن كلَّ فن يطمحُ أن يكون موسيقي ، فكيف بالشعر الذي انفصل
عنها ، وهو التوأم !