-
/ عربي / USD
ترتكب هيفاء الواجب كل يوم وتنخرط فيه، لعله خيارها الوحيد، أو لعلها لم تجرب أن تقرأ الرسالة من الأخير إلى الأول، فقط هيفاء وغرفتها وحقيبتها المدرسية مصففة ومتوائمة كما يجب. وحين لم تتح الظروف لأبيها (التكنوقراطي) المتعب ذي الدخل المبدد بين عائلة كبيرة ومغامرات عقارية فاشلة، أن يقيم لها زفاف (الكما يجب)، فتداركت الموضوع أمّ العريس المتصابية التي أصرت على أن يكون زفاف ابنها فاقعاً صاخباً كألوان أرديتها في حفلة الزفاف، فحظيت الفتاة بزفاف نادر! زين فيه حصان (يوني كورن) أبيض وبأجنحة فخمة خلفية المقعد الذي جلست عليه، والمغنية (عتاب) صدحت في القاعة بحبور وبهجة فرصت الصبايا والمقاعد وسلال الشوكولا الفاخرة. وفي الفجر امتطت هيفاء وعريسها حصان (اليوني كورن) وحلّقا في اتجاه (جزر الكناري..) وفي القصص تدفع سندريلا الثمن مقدماً من ذلٍّ وبؤس ومهانة، لتصل إلى منزل ابن الملك ولكي يتسنى للنهاية أن تغلق على سعادة مبررة للمتلقين ومدفوعة الثمن. وفي أجندة أقدار هيفاء لم يكن هناك من حيّز لهذا، فعندما عادت إلى الوطن كان في انتظارها منزل أندلسي مقوس في حي الورود شمال الرياض، وعندما كانت تتعثر في إدارته كانت أمها تنجدها بكل ما يجب. ولو أن القصة استدارت على نفسها وعضت على ذنبها كثعبان أو كحلقة، وتغلقت نوافذ بيت الورود على هدوء العادة المطمئنة.. لما أصبح لهيفاء قصة ولما رويتها لكم!!". قصصها أميمة الخميس من واقع الحياة، تحكي قصة المرأة في مجتمع ما زال ينغلق على فكرة الذكورية الأسطورية. والمرأة في حكاياها لا تحكي ولا تعبر، ولكنها لا ترفض التعبير ولا تفرّ من الكشف، إنها تطرح نفسها بوصفها جسداً قابلاً للقراءة والتشريح، وبوصفها حكاية قابلة لأن تروى، وسمحت للكتابة بأن تدخل إلى دهاليز صمتها لتفجر هذا الصمت وتستنطق الذاكرة، ثم ترصد حيوات أولئك النسوة وتسرد لنا حكايتهن. لقد رضين بأن يكنّ حكايات، ورضيت الكاتبة بأن تروي وتسرد فتفتح جسراً يربط بين صمت النساء وصراخ اللغة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد