شارك هذا الكتاب
حديقة النباتات - نوبل
الكاتب: كلود سيمون
(0.00)
الوصف
حوادث وتعليقات وآراء تتعلق بشخصيات فنية وأدبية مثل بيكاسو وفلوبير وبريتون ومونترلان وغيرهم، مع سرد وصفي مشحون بتفاصيل الحرب وأهوالها تتخلل أحداث روايته (حديقة النباتات) للكاتب الفرنسي كلود سيمون حيث تتعدد أشكال العبارات وتوالدها من دون وجود علاقة وثيقة تربط تفاصيل...
حوادث وتعليقات وآراء تتعلق بشخصيات فنية وأدبية مثل بيكاسو وفلوبير وبريتون ومونترلان وغيرهم، مع سرد وصفي مشحون بتفاصيل الحرب وأهوالها تتخلل أحداث روايته (حديقة النباتات) للكاتب الفرنسي كلود سيمون حيث تتعدد أشكال العبارات وتوالدها من دون وجود علاقة وثيقة تربط تفاصيل الأحداث بصورة موازية ومتماثلة شكلياً.. رحلة بين صفحات التاريخ والذات يختزل سيمون معانيها بقوله: أن الحقيقة دوما أغرب من الخيال فما الحاجة لاستبدالها، كما أن الزمن يؤكد بأنه لا يمكن رواية الحقيقة تماما كما هي، إذ أن الحاضر يتداخل مع الماضي، وبهذا فلا يمكن أن تكون الذكريات في حالة سبات، تماماً مثل الساعة فعلى الرغم من التقنيات المتطورة فإنها لا يمكن أبدا أن تعود إلى الوراء.. ويرفع الستارة فيكشف المشهد والخشبة والديكور بحركة خاطفة تشبه تفريغ كيس من أشيائه الكثيرة التي لا يجمع بينها سوى تجاورها داخل مساحة واحدة. أي ان كلود سيمون يفرغ حياته أو ذاكرته كما لو انها مِزق وكسور وأشياء تتوزع على أزمنة وأمكنة متعددة. يفرغها هكذا أمامنا كما لو انها كيس أو صندوق خشبي يفتحه ويرفعه ثم يقلبه كي تتساقط أمام أنظارنا هذه الأشياء المودعة مبعثرة على أرض الصفحة المكتوبة كيفما اتفق.. ويحصل بعد ذلك ان يتوحد النص، وكأن في الأمر التئام ما للحظات المبعثرة، غير ان الالتئام هذا لا يستقر كثيراً. اذ يعود التبعثر حتى عندما يستوي السرد الروائي على وتيرة واحدة. فنراه يصف لحظات معاشة أو متخيلة في البحث عن الزمن المفقود وخصوصاً من الحرب، ويقطعها بفقرات مضغوطة وشديدة التلميح مأخوذة من أرجاء الدنيا الأربع، ومعها مقاطع تتضمن عناوين لوحات لرسامين معروفين وفقرات من روايات مارسيل بروست بطريقة تحاول الالتحام بين العناصر الشكلية والأسلوبية المرمى اليها وبين مقتضيات المضمون الروائي كما يراه سيمون. ذلك ان رواية حديقة النباتات ليست فيها شخصيات ولا حبكة ولا حوارات ولا تصاعد درامي، في المعاني المعهودة لهذه الكلمات، بل هناك شخصية واحدة لا غير هي الحياة نفسها، أي المادة التي يسعى الكاتب الى اختبار وتقليب سائر وجوهها بمنتهى الدقة وبواسطة الكلمات. وما يغلب على الرواية ويطغى عليها انما هو السرد الذي يزعم الوصف والمغالاة في مواصلته وتوسمه وتشهيه. لا شيء يفوق السرد، على ان هذا السرد لا يزعم الحياد أو البرودة بل يرسم خطاً تتدفق فيه عبارات مشحونة وسيالة متماوجة، وفي هذا السرد يتعايش الانفعال والحوار والوصف بحيث تتألف منها جملة شديدة الخفقان، قوية وهشة في آن واحد والصورة الجامعة لكل ذلك تقرب ان تكون محاولة محمومة ومتوترة لإنشاء صورة شخصية بورتريه للذاكرة، بحسب عبارة قيلت في مشروعه الروائي، أو نقلت عنه. كما نجد في الرواية تلميحاً الى هذا التصور التجميعي للذاكرة، وذلك في مقطع يتحدث فيه كلود سيمون عن حديقة النباتات الموجودة في باريس. ويرى الكاتب ان قسماً من الحديقة جرى تصميمه وفق مخطط هندسي، بحيث يتشكل منه مستطيل بطول أربعمائة متر تقريباً وعرض يبلغ الخمسين متراً. ثم يصف طريقه واصطفاف الأشجار والأروقة الفاصلة بين المساحات المخصصة للعشب وتلك المخصصة للزهور والنباتات. ويظهر من ذلك كله بحسب وصفه ان الانسان بذل جهده من اجل تدجين الطبيعة واخضاعها خلافاً لمقتضيات حيويتها الهائجة وعدم انضباطها، بل انه يضغط على الحيوية والانفلات هذين كي يذعنا لارادة تتوخى النظام والسيطرة، كما هي الحال مع قواعد المسرح الكلاسيكي التي تحبس اللغة داخل شكل هو أيضاً مصطنع، على عكس الطريقة غير المنتظمة التي بها تفصح الأهواء واللوعات عن مكنوناتها بطريقة طبيعية. صحيح اننا نجد على امتداد الرواية مقاطع مأخوذة من مناطق عدة في العالم، وتحيلنا الى لحظات ومشاهد عرفها الروائي عن كثب، ومن بين الأمكنة هذه نجد الهند ومصر والمكسيك والقدس وبلداناً أوروبية، غير ان العصب الحقيقي لهذه الرواية الاستعادية انما هو الحرب بأدق تفاصيلها وأهوالها. غير ان السرد الوصفي المشحون والمتوتر للحظات الحرب لا يحيلنا بالضرورة الى تلك الحرب الثانية التي عرفها كلود سيمون بل يوظف في ذاكرته المعاشة عن الحرب صوراً وعبارات من حروب اخرى فيها خيول وفرسان ومقاتلات قد يكون رآها في لوحات رسامين أو في أفلام سينمائية أو صور فوتوغرافية: ترتفع خراب معبد مدينة (آبو) فوق الضفة اليسرى للنيل غير بعيد عن الجرف الذي يطل على الشريط الضيق من الأراضي المروية والخصبة الذي يمتد بين النهر والصحراء، قبل ذلك بقليل يمر المرء أمام تمثالي ميمون اللذين كانا في السابق يحرسان مدخل هيكل اختفى الآن، انهما جالسان متوازيين، واتفاعهما يبلغ بناية من خمسة طوابق، مضمومي الركبتين وأيديهما مبسوطة فوق أفخاذهما، محطمي الأنفين ومثبتي العيون في الفراغ، الزمن والرياح والرمال والقرون وتناوب الحر القاسي وبرد الليالي القارس اقتطعت منهما ذراعاً وقدماً وعضواً كاملاً احياناً، وبعثت التشقق في كتلتي مقعديهما، إذ يقال ان ريح الصحراء كانت تصدر في بعض الساعات اصواتاً شبيه باصوات القيثارة، انهما ينتصبان عملاقين غريبين ومتوحدين كحارسين للغز ما لا وجود له فوق حقول تبغ او فول، تستريح في ظلهما احياناً النساء المسلحات بالمناجل والحمير.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 2076
سنة النشر: 2001
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 475
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون 4-8 أيام عمل

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين