من المقدمة، يقول المؤلف: "لعل الدافع الأول الذي دفعني الى اختيار هذا الموضوع، هو أن الحركات الاجتماعية في الاسلام لم تحظ بما حظيت به النواحي السياسية والحربية من الاهتمام من جانب القدماء والمحدثين على السواء، حتى لقد اتهم الشرق الاسلامي بالعقم والجمود، فقيل أنه لم يشهد ما...
من المقدمة، يقول المؤلف: "لعل الدافع الأول الذي دفعني الى اختيار هذا الموضوع، هو أن الحركات الاجتماعية في الاسلام لم تحظ بما حظيت به النواحي السياسية والحربية من الاهتمام من جانب القدماء والمحدثين على السواء، حتى لقد اتهم الشرق الاسلامي بالعقم والجمود، فقيل أنه لم يشهد ما شهد الغرب المسيحي من القلق الاجتماعي والهزات الفكرية، وبعبارة أخرى أن التاريخ الاسلامي كان-في نظر البعض-مجرد مجازر وحروب ومؤامرات واغتيالات تدبر بطريقة غامضة-غموض الشرق-في قصور الخلفاء والأمراء. وليس الذنب ذنب التاريخ الاسلامي، بل هو ذنب المؤرخين الشرقيين المحدثين، الذين مازال أكثرهم يحتذي حذو الأسلاف في كتابة التاريخ: سير الخلفاء والأمراء والوزراء في حياتهم الخاصة بمعزل عن التيارات الاجتماعية والفكرية المعاصرة".