"إن شرائع السماوية، لا تقيدنا تقييداً ثابتاً إلا في علاقاتنا مع خالقنا سبحانه وتعالى، ذلك في أصول الدين والإيمان. وأما أمور دنيانا، وقواعد حياتنا، والمعاملات والعلاقات بيننا، فهي تابعة بمقتضى تلكم الشرائع لحكم العقل، ومتحولة بمقتضى المصلحة والزمان. .. وما كانت الشرائع...
"إن شرائع السماوية، لا تقيدنا تقييداً ثابتاً إلا في علاقاتنا مع خالقنا سبحانه وتعالى، ذلك في أصول الدين والإيمان. وأما أمور دنيانا، وقواعد حياتنا، والمعاملات والعلاقات بيننا، فهي تابعة بمقتضى تلكم الشرائع لحكم العقل، ومتحولة بمقتضى المصلحة والزمان. .. وما كانت الشرائع السماوية عقبة كؤوداُ في طريق كل تجدد، وما كانت لتمنع العقل أن يشترع قواعد الحياة تبعاً للمصلحة، وما كانت لتمنعنا أن نرافق مدينة العصر الحاضر، وأن نؤيد حقوق الحياة المشتركة التي يتطلبها الأحرار لاعتزاز الوطن المحبوب، وبلوغ المحجة من الخير المطلوب. على أنه إذا جعلت كابوساُ يضغط نفوساً، فالتبعة على عقل الإنسان، لأنه بمقتضى تلكم الشرائع مع المشترع لقواعد الحياة تبعاً للزمان، وعليه أن يستشير الخير، لأنه الوزير، وهو السلطان".