لغة فوزي كريم، جميلة ومكثفة، فهو بالرغم من عيشه في بلد الاغتراب منذ نهاية سنوات السبعين ، وابتعاده نسبيا عن لغة العرب، ظلت لغة فوزي كريم جميلة رقيقة، فضلا على مزية التكثيف، فكتابته مختزلة من غير اخلال بعملية التوصيل، ولعل لعيشه في مغتربه اثر في ابتعاده عن التكرار وايراد...
لغة فوزي كريم، جميلة ومكثفة، فهو بالرغم من عيشه في بلد الاغتراب منذ نهاية سنوات السبعين ، وابتعاده نسبيا عن لغة العرب، ظلت لغة فوزي كريم جميلة رقيقة، فضلا على مزية التكثيف، فكتابته مختزلة من غير اخلال بعملية التوصيل، ولعل لعيشه في مغتربه اثر في ابتعاده عن التكرار وايراد المترادفات، .
يستخدم فوزي كريم في روايته، السيرية الذاتية، تيار الوعي في ادارة عمله السردي السيري هذا، فهو اذ كان بين يدي تلك الفتاة الايطالية في تلك الغرفة على مشارف باريس، من ذلك البيت العائد لاسرة مغربية مهاجرة، يستذكر تفاصيل مغادرته لمنزله في ذلك الفجر نصف المضاء، وامه المولولة، وحقيبته المثيرة للشفقة والنخيل المتعامد امام منزلهم، والشاب الذي اختطف من يده كيس كتبه، ليدخله في امتحان عسير هو الخائف المرتاب الوجل، شاب الحدود، كما يبدو كان متابعا لما يكتبه فوزي كريم مفصحا عن رغبته في انه يتابع كتاباته وله الرغبة في الاطلاع على ما يكتبه، ارجع له كيس الكتب، والتفت اليه بوجه مكتظ بالنيات الغامضة، سائلا اياه - لمن تكتب؟ واذا يجيبه - اكتب بحثا للا احد. هذا الشاب المدجج بالادلجة واحادية الرأي يصعقه برده - (من يكتب للا احد لا فضل له على احد.. اين الاعتراف بالجميل فيما تكتب؟!
يستذكر فوزي كريم عمته الحكاءَة الماهرة، التي ضحت بسعادتها من اجل سعادة اخوتها، وابنائهم وظلت تحيا تحت رعاية اصغر اخوتها سنا، واذ يطلب يدها رجل كبير السن، ترفض فرصة الزواج الوحيدة التي طرقت حياتها، لتظل في رعاية اصغر اخوتها، لكن في شيخوختها تظل ليلا تعاني آلام ذات الجنب، تؤذيها خاصرتها، حتى اذا اطل الصباح فارقتها الامها مع اولى رشفات شاي الصباح.