موضوع هذا الكتاب يحوم حول العلاقة بين اللغة والأسطورة، بصورة عامة. وهي علاقة ترجع إلى عصور ضاربة في القم، لأن اللغة والأسطورة كانتا من أقدم وسائل التعبير عند الإنسان. ولما كانتا، كلتاهما، تمتّان إلى مرحلة سابقة للتاريخ، فليس بوسعنا تحديد عمر أية منهما؛ بيد أن هناك أكثر من...
موضوع هذا الكتاب يحوم حول العلاقة بين اللغة والأسطورة، بصورة عامة. وهي علاقة ترجع إلى عصور ضاربة في القم، لأن اللغة والأسطورة كانتا من أقدم وسائل التعبير عند الإنسان. ولما كانتا، كلتاهما، تمتّان إلى مرحلة سابقة للتاريخ، فليس بوسعنا تحديد عمر أية منهما؛ بيد أن هناك أكثر من سبب يدعونا إلى اعتبارهما توأمين، إلى هذا الحد أو ذاك. إن التصورات عن الطبيعة والإنسان التي اتخذت تعبيرها في أقدم الصيغ اللفظية، والعوامل التي ربما لعبت دوراً في عملية تطور اللغة، هي نفس التصورات والعوامل التي كان لها دور في نشوء الأسطورة. نحن لا نريد أن نذهب إلى القول بأن اللغة تقدم التفسير الكامل والصحيح للأسطورة، أو بالعكس. فقد تضللنا اللغة في بعض اشتقاقاتها. من جهة أخرى هناك الكثير من عناصر الفانتازيا في الأسطورة. يشتمل هذا الكتاب على خمسة فصول هي: رمز الخصب في الأسطورة واللغة، والأشجار في عالمي اللغة والأسطورة، ومفردات رعوية، والطبيعة بين الأسطورة واللغة، وشيء عن الزمن. ومع أن الموضوع الأخير يكاد يشذ عن بقية فصول الكتاب، إلا أنه يشترك معها في بعدها التاريخي، وبذا يأتي منسجماً ومتكاملاً معها، كما نحسب