-
/ عربي / USD
لا تستطيعان تمسك به، فهو صراخ يقول كل شيء ولا يقول شيئا.. يخاطب الجميع، ولا يخاطب أحداً إنه الوجه والقفا.. ثائر ومتلائم.. ملتزم وغير ملتزم.. برئ وفتاك.. مسكون بشحنة الاحتجاج.. متناقض ومنطقي.. شعري وعقلاني.. معتم وصاف، كأنه الرمل وقطر المطر. إنه صرخة خلاص من الأقنعة وسفر إلى الأطراف القصوى. هكذا تتقاطع في صوته أصداء كثيرة: من هراقيطس حتى العبثية المعاصرة مروراً بنيتشه وماركس. لكنه يبقى عربياً، أصيل النبرة والبعد، نفاذاً الحضور، حتى لصعب أن يوصف العربي الذي لا يقرؤه بأنه مثقف أو بأنه يحيا على هذه الأرض العربية الرائعة في المضطربة في هذه الحقبة الرائعة المضطربة. عبد الله القصيمي، في الفكر العربي، حدث ومجيء.. حدث لأن صوت هذا البدوي الآتي من تحت سماء المدينة ومكة، صوت هائل فريد.. ومجيء لأن في هذا الصوت غضب الرؤيا والنبوة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد