الحديث عن نظرية إسلامية معاصرة تعبر عن مقاصد الاسلام ومضامينه وحقيقته، سؤال طالما راود أصحاب الفكر من كتاب وباحثيين، لا سيما بعدما بات عرضة للهجوم والتحدي ومثاراً للشكوك والاتهامات. فأين هي الإمكانات المتوافرة التي تخول الإسلام القدرة على صوغ مثل هذه النظرية في مختلف شؤون...
الحديث عن نظرية إسلامية معاصرة تعبر عن مقاصد الاسلام ومضامينه وحقيقته، سؤال طالما راود أصحاب الفكر من كتاب وباحثيين، لا سيما بعدما بات عرضة للهجوم والتحدي ومثاراً للشكوك والاتهامات. فأين هي الإمكانات المتوافرة التي تخول الإسلام القدرة على صوغ مثل هذه النظرية في مختلف شؤون الحياة، وخصوصاً ما يقدم البديل في الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع. ولئن كانت هذه النظرية المتوخاة غير قائمة حتى الآن، إلا أن مقوماتها وأسسها وقواعدها وحاضرة في الواقع الإسلامي الديني والثقافي والاجتماعي. أي أنها مختزنة في كتاب الله العزيز وهو الأصل والأساس ومنطوية في سنة الرسول الأعظم وسيرته وأقواله. يحرص هذا الكتاب على أن يكون الدليل إلى استشراق المبادئ العامة أو الخطوط العريضة التي يمكن البناء عليها، أو الاسترشاد بها أو بعضها من أجل صياغة النظرية المعاصرة المألوفة التي ينبغي أن يكون بناؤها المعرفي النظري بناءً مفتوحاً قادراً على استيعاب أي جديد مما يكتشفه الإنسان من معارف وعلوم أو يتوصل إليه من مناهج وطرائق حديثة. على ألا تتحول أي نظرية مستنبطة إلى إيديولوجيا مغلقة، خشية أن تفقد علاقتها بالأصل الذي انطلقت منه، أو صلاتها بالواقع فتقع بالجمود أو الانكفاء بينما هي تحتاج إلى القدرة الدائمة على التجاوز كسبيل مفتوح للإصلاح والتغيير مهما كانت الاختلافات في الرأي.