كانت تنقية التراث أملاً عزيزاً عبر عنه الكثيرون ولكن ظهر أن الإحجام عن القيام بأية تنقية، خاصة إذا مست الصحيحين - البخاري ومسلم - لا يعود إلى العجز، ولكن إلى الخوف. هذا الكتاب وضع ضوابط قرآنية بعد كل حديث يخالفها "غير ملزم" وكان أكبر هذه الضوابط هو الغيب الذي استأثر الله تعالى...
كانت تنقية التراث أملاً عزيزاً عبر عنه الكثيرون ولكن ظهر أن الإحجام عن القيام بأية تنقية، خاصة إذا مست الصحيحين - البخاري ومسلم - لا يعود إلى العجز، ولكن إلى الخوف. هذا الكتاب وضع ضوابط قرآنية بعد كل حديث يخالفها "غير ملزم" وكان أكبر هذه الضوابط هو الغيب الذي استأثر الله تعالى وحده بعلمه، واعترف الرسول صلى الله عليه وسلم مراراً بأنه لا يعلم الغيب، كما استبعد الكتاب أحاديث عديدة تمس ذات الله العليا، وأخرى تخل بعصمة الرسول، وهناك أحاديث تناقض حرية الإعتقاد التي أكدها القرآن الكريم في عدد كبير من آياته، وهناك أحاديث تقرر دونية المرأة، أو توقع عذاباً رهيباً على إثم هين وتثبيت الثواب الجزيل على تلاوة أزكار أو صلاة نوافل، كما استبعد الكتاب أن كل تفسير للقرآن الكريم بأحاديث هو مما لا يمكن الأخذ به، لا من الناحية الشكلية ولا من الناحية الموضوعية، ويدخل في هذا كل ما يسمونه "علوم القرآن" من ناسخ ومنسوخ وأسباب النزول...