في القصص العادية غالباً ما يلجأ الكاتب إلى خلق عوالم من خارج الواقع ليهرب من الزمان والمكان، فيوزعهما وينثرهما في محطات قصته أو روايته ليتمكن من محاكاة هذا الواقع. فيتحرى من خلال الكتابة ما يجده في الواقع المرصود من إشكالات. وفي "معترك الذكريات" يضعنا أحمد العليو أمام نوع من...
في القصص العادية غالباً ما يلجأ الكاتب إلى خلق عوالم من خارج الواقع ليهرب من الزمان والمكان، فيوزعهما وينثرهما في محطات قصته أو روايته ليتمكن من محاكاة هذا الواقع. فيتحرى من خلال الكتابة ما يجده في الواقع المرصود من إشكالات. وفي "معترك الذكريات" يضعنا أحمد العليو أمام نوع من الالتفات الروائين الذي يمارس فيه الراوي لعبة الظهور والاختفاء، فما أن يظهر أحدهما حتى يختفي الآخر، غير أن القاسم المشترك بينهما الذكريات التي ترد في النص عبر خليط من الشخصيات هي وإن كانت تبدو واقعية ولكنها تهكمية، وفيها تلوينات على قماشة واحدة موضوعها (الإنسان) في ماضيه ولحظات ضعفه وتظهُر هذا الأمر في سلوكه أمام الآخرين. فالقصص حافلة بالحالات الإنسانية التي لكل منها حكايتها ودورها على مسرح القص. على أن المساحة التي يتحرك فوقها الحكي تترجح بين (المسموع-الماضي)، و(المعيش-الحاضر)، و(المرئي-الوصف) أما النهايات فيتركها الروائي مفتوحة، لتقول أن الافق في الحياة غير مقفل، والمعاناة ليست أبدية...