لقد باتت الرواية السعودية بمختلف تشكلاتها، وثراء، موضوعاتها، تسترعي إنتباه النقاد، وتستلفت أنظارهم؛ ذلك أنها خطت نحو إنطلاقة تطويرية هائلة، كما وكيفا، متجاوزة مراحل التكوين، ومستويات الإنتاج إلى حيز التلقي الفني، وضبط أبعاده الجمالية، لتقف صفاً إلى جانب أخواتها ضمن...
لقد باتت الرواية السعودية بمختلف تشكلاتها، وثراء، موضوعاتها، تسترعي إنتباه النقاد، وتستلفت أنظارهم؛ ذلك أنها خطت نحو إنطلاقة تطويرية هائلة، كما وكيفا، متجاوزة مراحل التكوين، ومستويات الإنتاج إلى حيز التلقي الفني، وضبط أبعاده الجمالية، لتقف صفاً إلى جانب أخواتها ضمن حقول السرديات العربية المعاصرة، وتمثلاتها المعرفية.
ولما كانت الرغبة متجهة إلى الإقتراب من الظواهر السردية في الرواية السعودية، ومحاولة مقاربتها بشكل يحدد جمالياتها الفنية، ويكشف عن بنياتها الدلالية، تم إختيار تمظهرات (الخوف) بوصفها ذات حمولات متعددة، تشتبك فيها الرؤية الإبداعية بمنظومة الرؤى الفكرية والإجتماعية والثقافية والإنسانية بعامة.
ومن ثم، تنطلق هذه المقاربة نحو الكشف عن سياقات دال (الخوف)، ومفهومه، وصوره، وأبنيته، وملابساته، متخذة من الرواية نموذجاً ينطلق بتلك التمثلات داخل النسيج السردي، وما تحمله من إستنتاجات لأبعاد الظاهرة، وما يترتب عليها من تداخلات معقدة تنتهي إلى ممارسات للخوف قابلة للنقاش أو الحوار بحسب رؤية تلك الكيانات التي تتغلغل فيها هذه الظاهرة، أو تتمحور حولها...