ديوان العرب بوصفه إنتاجاً للعقل الجمعي للشعر العربي يُعد رافداً من روافد فهم تصورات العرب للكون بما اكتنفه من كائنات، ورموز، وأساطير، وعقائد.وما في هذا الكتاب هو إستعراض لما جاء عن (عالم الجن) في ديوان العرب من خلال إستظهار مروياتهم، وأساطيرهم، ومزاعمهم، وعقائدهم التي...
ديوان العرب بوصفه إنتاجاً للعقل الجمعي للشعر العربي يُعد رافداً من روافد فهم تصورات العرب للكون بما اكتنفه من كائنات، ورموز، وأساطير، وعقائد.
وما في هذا الكتاب هو إستعراض لما جاء عن (عالم الجن) في ديوان العرب من خلال إستظهار مروياتهم، وأساطيرهم، ومزاعمهم، وعقائدهم التي بَثّوْها في شعرهم وتناقلوها جيلاً بعد جيل.
فمن خلال هذا الشعر أظهر شعراء العربية إستقصاءً لأدق تفاصيل هذا العالم، فكونوا بذلك إرثاً ثقافياً حضارياً سجلوا فيه علاقاتهم مع الجن مُضمنين في ذلك الديوان أساطيرهم، وأخبارهم، وأشعارهم، وقصصهم مع الجن، ضمن علاقات متنوعة، ومتعددة بَثّوْها على إختلاف مشاربها وغاياتها.
ومع أن كثيراً ممن ساقوا هذه القصص والمرويات والأشعار نعتوها بالمنسوجة، وكذلك رفضها كثير من النقاد، واتهموا الرواة وشارحي الأمثال بإيرادها لتفسير شروحهم وتبريرها؛ إلا إنها تبقى دليلاً واضحاً على وجود تلك القصص في الجاهلية بل وفي الإسلام، وأن أصحابها قد آمنوا بها إيماناً كبيراً، خاصّة أن جذور بعض هذه القصص والمعتقدات الجاهلية بقي موجوداً حتى العصور الإسلامية المتقدمة، بل حتى اليوم.