في روايتها " وفاء قبر " تتناول الكاتبة " عزيزة حافظ " محظورات السلطة الأبوية والإجتماعية والدينية في المجتمع العربي التقليدي وأثرها على المرأة ، ولذلك فهي تعرّي جميع ممارسات العقلية القبلية / الذكورية التي تتحكم بمجريات الأمور في مجتمعات محافظة ، وتبرّر أفعالها بقيم بعيدة كل...
في روايتها " وفاء قبر " تتناول الكاتبة " عزيزة حافظ " محظورات السلطة الأبوية والإجتماعية والدينية في المجتمع العربي التقليدي وأثرها على المرأة ، ولذلك فهي تعرّي جميع ممارسات العقلية القبلية / الذكورية التي تتحكم بمجريات الأمور في مجتمعات محافظة ، وتبرّر أفعالها بقيم بعيدة كل البعد عن قيم الإسلام الصحيحة القائمة على المحبة والعدل وعلوم التفريق بين الذكر والأنثى .
الأحداث في الرواية مأخوذة من واقع معيش ، برموزه وأنماط تفكيره وتعالقاته ، والشخصيات المحورية في الرواية هي " حامدة " و " هند " المولودتان في قرية الحجر ، فكانتا ممنوعتان من التبرج والسفور ومطالبتان بالحشمة ، درستا في معهد المعلمات برقابة شديدة من الأهل ، كان الحب محرماً عليهما ، وكادت حامدة أن تقع ضحية لرجل لم يقدّر حبها .. تساعدها " هند " للخروج من موت محتم ، فتنال وصاصة كادت أن تستقر في قلبها ، وفي نفس الوقت أشيع في القرية أنها ماتت للتخلص من العار وتم دفنها بجنازة وهمية ، استقرت بعدها في قبر ، تسكن هند بعد ذلك الحادثة في دار الرعاية في مدينة أبها لمدة سنتين ، وعندما يُكتشف مكان وجودها تتم ملاحقتها بهدف قتلها ولكنها تنجو مع كل محاولة ، تذهب لزيارة قبر جدتها التي اشتاقت إليها ، فتجد إلى جوارها كتابة تقول ( هذا قبر هند عبد الحميد آل عثمان وتاريخ وفاتها ) تساقطت دموعها على قبرها ، وتختار أجمل الزهور وتضعها على قبرها ، وهي تقول : " رحمك الله يا هند آل عثمان فحياتك لا يوجد من يقدّرها غير هذا القبر " .
وبعد ، من " وفاء قبر " ، اقتحمت " عزيزة حافظ " قضايا حساسة ، ساخنة ، تلامس حقل المقدس والعادات والتقاليد في مجتمعات محافظة ، بالإرتكاز على نقد بنّاء وظّفت فيه خبراتها الفنية والإبداعية ة، بجاء نصها فريداً في موضوعه وحكايته وخطابه .