شارك هذا الكتاب
المنهج البياني في تأويل النص
(0.00)
الوصف
إذا كانت القوى الإبداعية الصانعة من غريزة ومكتسبات ومتعلقاتهما تعدّ مركز صنعة البيان الأدبي، فإن القوة المائزة لدى المخاطب من غرائز ومكتسبات كذلك تعدّ منطلقات الأدوات القادرة على كشف أقنعة النصوص، هذا في غير صنعة البيان المقدّس إنتاجاً وتأويلاً، فمصدر إنتاجه ليس...
إذا كانت القوى الإبداعية الصانعة من غريزة ومكتسبات ومتعلقاتهما تعدّ مركز صنعة البيان الأدبي، فإن القوة المائزة لدى المخاطب من غرائز ومكتسبات كذلك تعدّ منطلقات الأدوات القادرة على كشف أقنعة النصوص، هذا في غير صنعة البيان المقدّس إنتاجاً وتأويلاً، فمصدر إنتاجه ليس الإنسان؛ لكن تأويل الحكم منه يكون بالأعدل من مجاري كلام العرب بعد تأويل القرآن الكريم والسنّة والإجماع على مقتضى قانون لغة العرب الذي نزل القرآن الكريم بأعلاه طبقة من الفصاحة والبيان والبلاغة، بدءاً بالإعراب النحوي ومعنى المعنى السياقي، للوصول إلى كشف الأحكام القرآنية، ومنهاج المفسرين خير طريق في النظر إلى كتاب الله سبحانه وتعالى؛ فقد مهدوا طريق التأويل للمؤوليين الجدد، إذ في إستقرار القانون اللغوي من تيسير القرآن الكريم للذكر.

وقانون اللغة المبين لا يمكن الخروج على وصفه أو معياريته، إنها لغة أمة وليست لغة أفراد أو جماعات يستطيعون الإنفراد في تغيير قانونها العربي المبين.

وإلى هذا، فإن الفروق اللغوية البيانية بين علوها المطرد في النص القرآني وغير المطرد في النص الأدبي يتيح فرصة تعدد أوجه الطرائق المؤهلة للنظر في النص الأدبي منذ مراحل إنتاجه حتى نقده وتأويله بأدبياته الإنتاجية عينها ومحركات المنتج والنص والمخاطب المتعالقة في تشابكها منذ ملتقطات الصور الذهنية الخارجية المهيئة لميلاد نص أدبي جديد، ومروراً بتوترات الحسن الغريزي النفسي بذلك، ووصولاً إلى صدقة المخاطب الأولى الباعثة على الإستجابة للنص إنجذاباً إليه أو عدولاً عنه، أو بين هذا وذاك، فأنت - والحالة هذه - أمام مخاطب منفعلٍ هاوٍ أو منفعل محترف، والأول هنا هو الأكثر حضوراً في مواجهة النص الأدبي.

لسبب واضح تجده في بنية الأدب وأدبيات النصوص التي لا يتم إنتاجها بالمحاجة والعقلنة بل بالمزاج والأحاسيس، وما ترغب فيه النفوس لا الأذهان البرهانية، أنظر إلى أصحاب المناهج العلمية من علماء اللغة كيف استهواهم الشعر في صدمته الأولى، فجذبهم إليه على حساب مناهجهم العلمية.

أما تأويل المشكل من النص المقدس أو النص الأدبي فهذا شأن آخر لا يواجهه سوى المؤول المؤهل المحترف صاحب الغريزة والذوق المدرب والممارسة العلمية التأويلية، فاللغة هي مادة مواد البيان تشكيلاً، وهي كذلك تأويلاً.

فقد استثمر البقاعي في كتابه "نظم الدرر" في تناسب الآيات والسور المعطى اللغوي إعراباً وما بعد الإعراب من سياقات بنائية للبحث في وحدة القرآن الكريم حرفاً أو لفظة أو عبارة أو آية وسورة، ثم الوحدة العامة للكتاب المقدس من إتحاد آية وسورة في وحدة بيانية وحكمية في نصه العالي الذي لا يشبهه نص غيره، وقد جمع البقاعي في تأويله في المحكم والمتشابه، وأما مشكل الأدب فكان من أبرز الكتب التي درسته كتاب المرزوقي في شرح مشكل شعر أي تمام.

هذه بعض مواقع دراسة المشكل، غير أن أكثر وأغلب التأويلات الأدبية كانت تعالج غير المشكل من النصوص، وكذلك كتب التفسير والتأويل، وتجد المؤولين البيانيين أصحاب المنطلقات الغريزية الندقية في غير كتاب تراثي تصدى لتأويل الأدب وفق هذا البعد الغريزي الذوقي.

خذ على سبيل المثال لا الحصر كتاب عيار الشعر لابن طباطبا وكثره شواهده الشعرية للإستدلال بها على نظراته النقدية، وانظر إلى ابن المعتز وإلى آرائه النقدية في كتاب (طبقات الشعراء المحدثين) التي تمحورت حول إنطباعاته الذوقية من تلك الآراء النقدية، ويشبهه في هذا ابن الأثير في كتاب (المثل السائر)...

وقد امتد هذا التأويل الغريزي الذوقي إلى تحولات النقد الأدبي العربي التراثي والمستجد، وسيبقى هذا التأويل مهيمناً على حركة التأويل الأدبي، ومن أدباء العصر الحديث الموقف الغريزي الذوقي الذي بثه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في كتابيه (حديث الأربعاء) و(من حديث الشعر والنثر).

ضمن هذه المقاربات يأتي هذا البحث حول المنهج البياني في تأويل النص، والذي استقام ضمن فصول هذا الكتاب السبعة، حيث حاول الباحث عرض مواقع التأويل الإجرائية من الوجهة النظرية منطلقاً من البحث في وحدة مواد البيان العربي وتجنيسها وكشف العناصر المشتركة بينها، وما انفرد به جنس عن جنس آخر من الأدوات الإبلاغية اللغوية.

وقد جاء ذلك في إطار صور قضايا ومقالات ومفردات كتبها الباحث في غير وقت واحد وكانت جميعها تتجه إلى تحقيق أبعاد خريطة واضحة الأبعاد من أنها تصب في كشف المنهج البياني في تأويل النص، منذ الفصل الاول الذي عالج الإطار التأسيسي للمنهج وحتى الفصل الأخير وخاتمة تم فيها الإشارة إلى بعض مواقع التأويل.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786144046388
سنة النشر: 2015
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 374
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون 2-5 أيام عمل

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين