إذا كان لأي كلمة عادة معنى مباشراً، فإنها في الشعر تتجاوزه إلى معنى أوسع وأعمق، فهي كلمة تعلو على ذاتها، وتشير إلى أكثر مما تقول مقام هذا المقال اختيار الشاعر محمد عبد الله البارقي (فينيق الجراح) عنواناً لمجموعته الشعرية وتوظيفه لصورة طائر الفينيق الحزين كعلامة سيميائية...
إذا كان لأي كلمة عادة معنى مباشراً، فإنها في الشعر تتجاوزه إلى معنى أوسع وأعمق، فهي كلمة تعلو على ذاتها، وتشير إلى أكثر مما تقول مقام هذا المقال اختيار الشاعر محمد عبد الله البارقي (فينيق الجراح) عنواناً لمجموعته الشعرية وتوظيفه لصورة طائر الفينيق الحزين كعلامة سيميائية لافتة للكشف عن أعماق الذات الشاعرة بما تحملها من إيقاعات الحزن والألم الكبير على فراق من نخب في رحلة الحياة، وبذلك تكون القصيدة عنده هي رحلة الذات إلى الذات وما على المتلقي/ القارئ إلا أن يفهم لواعج قلب يتدفق بالعاطفة، وينهل من ملكوت الحب، ويعلن التمرد على الزمن.تحت عنوان (لم لا تعود) يقول الشاعر: "يا آخر الكلمات في شفة الوجود/ يا أجمل الألحان في وتر الخلود/ لم لا تعود؟ (...) روحي تسير على دروب البعد/ يبصقها الرحيل/ ويظل بعضي يحتوي ولا شيء يؤدد/ لم لا تعود لم لا تعود؟".يضم الكتاب إحدى وعشرون قصيدة تنوعت بين الشعر العامودي وشعر التفعيلة، والشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "يباب"، "سندباد الوهم"، "لم لا تعود"، "ظل مأساة"، "الايقونة والريح"، "سمراء"، "لجوء" (...)الخ.