"النص الموازي هو دائماً منجّم لأسئلة دون جواب" !.. قالها مرة ناقد الشعريات: جيرار جينيت، وبعده تتابع المتسائلون! .. وعلى هذا النسق سأقول: إن أهم ما في هذا الكتاب الذي بين يديك ليس ما يقدمه من إجابات مفصّلة حول القضايا النقدية المتصلة بالعنوان، بل ما يثيره من أسئلة معلّقة على...
"النص الموازي هو دائماً منجّم لأسئلة دون جواب" !.. قالها مرة ناقد الشعريات: جيرار جينيت، وبعده تتابع المتسائلون! .. وعلى هذا النسق سأقول: إن أهم ما في هذا الكتاب الذي بين يديك ليس ما يقدمه من إجابات مفصّلة حول القضايا النقدية المتصلة بالعنوان، بل ما يثيره من أسئلة معلّقة على رؤوس أصابعها في انتظار ما لا يجيء !
كان لنظريات التفكيك وما بعد المبنيوية أثر واضح في الإهتمام المعاصر والمتزايد بالعنوان؛ بوصفه جزءاً من الهامش الذي أهملته النظرية الأدبية المركزية المعتمدة على التمييز القاطع بين الثنائيات المتقابلة؛ مثل: المتن والهامش، والخارج والداخل، والنص الأدبي والكلام العادي؛ وإن كان لهذا الإهمال القديم استثناءات ما تزال تتلألأ وسط السديم.
في تراثنا العربي مثلاً ينقل الزمخشري في كتابه: ربيع الأبرار مقولة معبّرة ولافتة للأديب الشاعر أبي بكر الخوارزمي، فقد قيل له عند موته: ما تشتهي؟ قال: النظر في حواشي الكتب!.. حسناً ما يزال في العمر فسحة، فلعلك عزيزي القارىء تشتهي أن تنظر في حواشي هذا الكتاب، وفي غلافه وعنوانه، وفهرس محتوياته؛ قبل أن تتأمل متنه، وتقرأ صفحاته!