يُعتبر كتاب (رحلة الثلاثين عاماً) الصادر عام (1401هـ - 1981م)، من اوليات الكتابات السيرية في المملكة العربية السعودية، ولعل ذلك ما جعل كاتبه يتردد بين الأقدام على نشره؛ بوصفه وثيقةً لمرحلة تاريخية مهمة من عمر هذا البلد الناشئ والأمة العربية والإسلامية، والإحجام عن نشره لما...

يُعتبر كتاب (رحلة الثلاثين عاماً) الصادر عام (1401هـ - 1981م)، من اوليات الكتابات السيرية في المملكة العربية السعودية، ولعل ذلك ما جعل كاتبه يتردد بين الأقدام على نشره؛ بوصفه وثيقةً لمرحلة تاريخية مهمة من عمر هذا البلد الناشئ والأمة العربية والإسلامية، والإحجام عن نشره لما يُتوقَّع من قراءة كثيرين له بوصفه حديثاً عن النفس غير محبب، وخاصةً في الوسط الشرعي الذي ينتمي إليه المؤلف.

وقد آثر المؤلف كتابة سيرته بأسلوب مباشر وسهل التناول، لأن أكثر ما تضمنته من عِبَر وتجارب موجهةٌ لعامة الناس، ليس لخاصة المثقفين والأدباء؛ ليفتحَ للضوء كُوَّةً بإتجاه أولئك الذين فاتهم قطار التعليم، لينفذوا عبرها إلى رِحابِ العلم والمعرفة، ومن مقاصدها نقل تجارب جيل الرواد إلى الاجيال اللاحقة، ليسلكوا طريق الجِدِّ والمثابرة والكفاح نحو الأهداف الكبيرة.

ومما يميِّز (رحلة الثلاثين عاماً) أنها لم تتمحور حول ذات كاتبها، وإنما كانت مرآة صادقة لحياة القرية حيث عاش المؤلف طفولته وصباه، ولحياة الجندية حيث قضى جزءاً من شبابه، ولحياة الكتاتيب وحلقات العلم في المساجد حيث تعلُّم زمناً، ولحياة المعاهد العلمية حيث تعلم وعلَّم، ولحياة البحث العلمي، حيث ركض حثيثاً لإتمام دراسته العليا، ولحياة الجامعة حيثُ درَس ودرَّس، ولطبيعة العمل في المكتبات حيث أنشأ عمادة شؤون المكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود، وعشرات المكتبات التابعة لها؛ داخل المملكة وخارجها، ولحياة كل مكان عاش فيه أو مرَّ به...

إبراهيم مضواح الألمعي