شارك هذا الكتاب
الأعمال القصصية وما كتب عنها
(0.00)
الوصف
"ولمّا جنّ الليل، كانت مدينة جدّة غارقة في الأضواء، وكانت مدينة الألعاب وحدها مملكة ضوء، وكان فرحاً يطبع قبلته على كل الاوجه، والاطفال كالنحل يتنقلون من لعبة إلى لعبة، ومدينة الألعاب غارقة في الضوء والبهجة، وسارة هناك مسكونة بالفرح وطفلها في جوارها، والعالم كل العالم يضحك...
"ولمّا جنّ الليل، كانت مدينة جدّة غارقة في الأضواء، وكانت مدينة الألعاب وحدها مملكة ضوء، وكان فرحاً يطبع قبلته على كل الاوجه، والاطفال كالنحل يتنقلون من لعبة إلى لعبة، ومدينة الألعاب غارقة في الضوء والبهجة، وسارة هناك مسكونة بالفرح وطفلها في جوارها، والعالم كل العالم يضحك هذا المساء. "لم تبق إلّا لعبة واحدة يا صغيري، سنركبها ونعود" وحين مالت إلى طفلها تحمله من على المقعد، فاجأتها زميلة الدراسة، صديقة العمر؛ "عيدك سعيد يا سارة". وسافر في سماء المدينة سيل من القبلات والعناق والضحكات المتناثرة، بينما الطفل يخطو خطواته المتعثرة.. خطوة، خطوتان، ثلاث، أربع... تاه في الزحام وعلقت عيناه في الاوجه الفرحة بحثاً عن أمه، شقّ طريقه وحيداً، والأطفال يتقافزون هنا وهناك، والضحكات تسافر في سماء المدينة، وعيناه معلقتان في الأضواء والأوجه الفرحة بحثاً عن وجه تسكن إليه. توقف فجأة حين وجد سوراً من الأسلاك، سمّر عليه عينيه المسافرتين بحثاً عن أمّه، تلمس الأسلاك بيده وهو لا يفرق بعد بين الثمرة والجمرة. دارت عيناه في أرجاء المكان، هزته الأصوات المتناثرة، رفع عينيه إلى أعلى، كتل حديدية ملتفة يحرسها سور الأسلاك، وفي قمتها قطار يهوي، وأناس يتصايحون نقرأ في عيونهم كل آيات الخوف. هرب الطفل بعينيه إلى سور الأسلاك من جديد، وقفتا على فتحة صغيرة لا تتسع لقطة، راودته فكرة الدخول. لم يفكر طويلاً.. تسلل إلى الداخل ولم يشعر به أحداً.كان القطار في دورته الأخير، والطفل في خطوته الأخيرة إلى طريقه. تنبه العامل.. حاول ايقاف القطار، لكنّه لم يستطع. ثانية واحدة، واحدة فقط، غرقت بعدها مدينة الأضواء في الفجيعة وغرق ثوب العيد في الدم. كان الفرح على الباب يبكي، وكانت سارة هناك تبكي بصوت لم يسمعه أحد، وتضحك بصوت يسمعه الجميع" قصة عيد" هذه مسكونة بألم اللحظات الأخيرة للفرح الذي تلّون بلون الدم.. هو القدر الذي يقضّ مضجع الكاتب الذي مسّ بقصصه مواطن الوجع.. حكى الكاتب عن الإنسان في جميع أحواله.. فعكست قصصه رؤيته الاجتماعية كإنسان ريفي يحكي بحنين مشبع بمرارةغربة الإنسان الريفي وصراعاته الحياتية. وهذه المجموعة "ذاكرة الدقائق الأخيرة" أول عمل قصصي ينشر للكاتب حسن الحازمي.تتألف هذه المجموعة من عشر قصص، وعلى الرغم من اختلاف عناوين هذه القصص.. إلّا أنّها تلتقي حول مضمون الاإسم الذي اختير عنواناً لها وهو "ذاكرة الدقائق الأخيرة"، وهذا الالتقاء حول المضمون يوحي بأن المجموعة القصصية ذات العناوين العشرة ما هي إلّا قصة واحدة ذات فصول عشرة تدور حول شخصية واحدة ثنائية الدور تقوم باسترجاع الحدث من الواقع الإجتامعي القريب الذي يشكل النيّة الاجتماعية لنص المسرود.فالشخصية الرئيسية مستقاه من الواقع الإجتماعي، وهي تعيش مع شخصيات أخرى من الواقع نفسه، وتتفاعل منها من خلال الأفعال والأقوال وأنماط التفكير..والحدث والعلاقات بين شخصيات المجموعة القصصية ترتبط بالتحولات التي عاشها المجتمع في المملكة، في هذه الفترة الزمانية المحددة، إذ في هذه الفترة تمت هجرة كثير من أبناء القرى والريف إلى المدن الرئيسية. بلإضافة إلى ذلك يعالج الكاتب في حكاياه هذه بعض السلبيات التي أخذت تطفو على السطح نتيجة للتحولات الاجتماعية الكبيرة التي يمرّ بها المجتمع السعودي، وأخذت تؤثر بشكل واضح في العلاقات الإجتماعية. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الكتاب ضمّ بالإضافة إلى المجموعة القصصية تلك، قرارات نقدية لكتّاب ونقّاد وأدباء.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786144048900
سنة النشر: 2016
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 616
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون 2-5 أيام عمل

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين