في كتابه هذا، يضع الكاتب علي آل عمر عسيري "ثقافة المتنبي في الميزان" لينهل لنا من قوة بيانه، وجمال أسلوبه، وتميز شاعريته، الكثير مما علق في الذاكرة، بل تعلقت الذاكرة به لما في شعره من قوة وجزالة، وإستنهاض للإنسان الحر ليكون عالي الهمة، كما هي شخصية المتنبي الشاعر...
في كتابه هذا، يضع الكاتب علي آل عمر عسيري "ثقافة المتنبي في الميزان" لينهل لنا من قوة بيانه، وجمال أسلوبه، وتميز شاعريته، الكثير مما علق في الذاكرة، بل تعلقت الذاكرة به لما في شعره من قوة وجزالة، وإستنهاض للإنسان الحر ليكون عالي الهمة، كما هي شخصية المتنبي الشاعر والإنسان.
يتألف الكتاب من أربعة فصول، يحيط الفصل الأول بالعصر الذي ولد فيه المتنبي القرن الرابع الهجري من النواحي السياسية والإجتماعية والثقافية بشكل موجز رغبة من الكاتب في معرفة البيئة، وظروف الحياة الفكرية التي أحاطت بالمتنبي وغيره من شعراء عصره، وعلمائه وأدبائه.
أما الفصل الثاني فخصصه الكاتب لشخصية المتنبي ليكشف عن التركيبة النفسية والشخصية لثقافته، في معتقده وصفاته وأخلاقه وطموحه وثقته بنفسه، وما أوتي من قوة الذاكرة وطلاقة اللسان... بينما جاء الفصل الثالث ليتناول العوامل المؤثرة في ثقافة المتنبي وشعره، والتي أثرت في سعة ثقافته متمثلة في تعليمه، وبيئته، ورحلاته، وسجنه والحروب في عصره، فوجد الكاتب أن الرحلات من أشد العوامل تأثيراً في ثقافته، فتحدث عن أثر هذه الرحلات في شعره، مُركزاً على ما حفل به إنتاجه الشعري، من معرفة باللغة وأساليب العربية، وعلوم الأوائل، وتاريخ الأمم، وثقافة الفرس واليونان، ومعرفته بالحروب وأدواتها والصحراء وما فيها، والخيل والإبل، والفلك وغير ذلك، ويأتي الفصل الرابع والأخير شاملاً الإتجاهات الفكرية في ثقافة المتنبي الشعرية، حيث كشف الكاتب عن جوانب جديدة في ثقافته كالتصنع الذي تحدث عنه الدكتور شوقي ضيف في كتابه (الفن ومذاهبه) فتوقف عندها في بضع صفحات لإصطفاء الضروري من الأفكار حول ذلك، فوجد - كما يقول - إتجاهاً صوفياً، وآخر فلسفياً، وثالثاً ذاتياً، فدمج الكاتب ما له بالإتجاه الذاتي دون تفصيل مقتصراً على ما له علاقة وثيقة بموضوع ثقافة المتنبي.