يشغل الجزء الشمالي الغربي مساحة كبيرة نسبياً من أرض الجزيرة العربية، ويبدأ نطاقه الجغرافي شمالاً من (الدره) و(حالة عمار) و(عسيله) و(الثمد) و(المرشدية)، وينتهي إلى وادي همد (شمال المدينة المنورة) جنوباً، ومن ساحل البحر الأحمر غرباً، وحسمي وأطراف صحراء النفود الكبير شرقاً حيث...

يشغل الجزء الشمالي الغربي مساحة كبيرة نسبياً من أرض الجزيرة العربية، ويبدأ نطاقه الجغرافي شمالاً من (الدره) و(حالة عمار) و(عسيله) و(الثمد) و(المرشدية)، وينتهي إلى وادي همد (شمال المدينة المنورة) جنوباً، ومن ساحل البحر الأحمر غرباً، وحسمي وأطراف صحراء النفود الكبير شرقاً حيث المواقع الآتية (جبل خنصر) و(الزريب) و(قرية) و(الضبيبات).

وقد كان هذا الجزء مسرحاً لحضارات مختلفة منها الحضارة الثمودية واللحيانية والمعينية التي تعاقبت على أرض العلا، ومنها الحضارة النبطية التي قامت في شمال الحجاز، ومنها الحضارة المدينية التي قامت في الأراضي المحيطة بخليج العقبة.

هذا بالإضافة غلى الطرق التجارية البحرية والبرية التي كانت تمر بالمنطقة، ولخدمة التجارة البحرية قامت على ساحل البحر الأحمر عدة موانئ مثل ميناء (لوكي كومي) عينونة الحالية، وميناء (اكرا كومي) ويقع جنوب مدينة الوجه.

ولما كانت الحركة الأدبية في هذا الجزء من الجزيرة العربية حديثة النشأة فإن الباحثين لم يتوافروا على رصدها والكتابة عنها.

لذلك، أن هذا البحث الذي حدد النطاق الجغرافي لشمال غرب الجزيرة العربية إعتماداً على تحديد الجغرافيين، وقد أخذ به علماء الآثار الذين بحثوا آثار المنطقة فيبدأ النطاق الجغرافي لشمال غرب الجزيرة العربية من (الدرة) و(حالة عمار) شمالاً إلى وادي (همد) شمال المدينة المنورة جنوباً، ومن ساحل البحر الأحمر غرباً، وحسمى وأطراف صحراء النفود الكبير شرقاً، والسبب الذي ألجأنا إلى ذلك هو التجانس الكبير في الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية لهذا الجزء من الجزيرة العربية، هذا بالإضافة إلى أنه تحديد متعارف عليه علمياً بين الباحثين.

ويتكون البحث من تمهيد وبابين، وقد تناول البحث في التمهيد التجمعات السكنية المهمة في شمال غرب الجزيرة العربية، وكذلك التطور الحضاري في هذا الجزء من جزيرة العرب في ظل العهد السعودي الزاهر.

أما الباب الأول فعنون (الأدب في شمال غرب الجزيرة العربية قديماً)، وفي الفصل الثاني درس المؤلف شعر القبائل التي سكنت المنطقة، ووقف في الدراسة على الأغراض الشعرية التي نظم الشعراء فيها شعرهم، وكذلك وقف على السمات الفنية لشعر القبائل في هذه المنطقة؛ أما الباب الثاني فجاء عنوانه (الأدب الحديث في شمال غرب الجزيرة).