"خائفة حتى من وجودها في هذا الممر الضيق، ولم تثر المارة! لوحدها ما بين أن تفكر أن تتحدث وحيدة كالعادة أو أن تسير معهم إلى حيث لا تعلم، كانت لا تجيد كيف تخلو مع الابتسامات الموزعة بالمجان، ولا كيف تستطيع أن تنزع الصمت من فمها وتنفث الكلام! كان حديثهم يثير فضولها إلى ما بعد خواء...
"خائفة حتى من وجودها في هذا الممر الضيق، ولم تثر المارة! لوحدها ما بين أن تفكر أن تتحدث وحيدة كالعادة أو أن تسير معهم إلى حيث لا تعلم، كانت لا تجيد كيف تخلو مع الابتسامات الموزعة بالمجان، ولا كيف تستطيع أن تنزع الصمت من فمها وتنفث الكلام! كان حديثهم يثير فضولها إلى ما بعد خواء المكان منها، وكانت تعود إليه "كم من روح لم تفهمني هنا ولم تحاول أن تفهمني ذلك ولم تستطيه" همست بأنين. الشوارع وأزمنة الملامح جميعها تهرب من شيء ما. حاولت التسلق إليها لتعبر عن كينونة الفجيعة والمثول أمام الوجع! الأمكنة التي توأطات مع الفقر أصبحت أكثر تواطء من ذي قبل، العائدين من الغربة يتماثلون للشقاء من داء العودة، القناطر والعربات، والعجوز التي تجلس على عتبة منزل كبير بانتظار صاحبه!