النص الإبداعي ذو حركة نشطة فاعلة، تتجاوز وقت إنتاجه وتطل في حال اشتغال وقت تلقيه، وظلت التجربة الإنسانية، في حال نمو بالنص، في طريقة إبداعه، وتعدد مشتغلاته، وطريقة تلقيه. وحين أقدم اليوم هذه المشتغلات التي تتتبع علاقات التفاعل النصي ما بين الإبداع والنقد... فأريد التأكيد...

النص الإبداعي ذو حركة نشطة فاعلة، تتجاوز وقت إنتاجه وتطل في حال اشتغال وقت تلقيه، وظلت التجربة الإنسانية، في حال نمو بالنص، في طريقة إبداعه، وتعدد مشتغلاته، وطريقة تلقيه. وحين أقدم اليوم هذه المشتغلات التي تتتبع علاقات التفاعل النصي ما بين الإبداع والنقد... فأريد التأكيد على العمق التاريخي لهذه التجربة، وامتداد فعلها الإنساني، فهي ليست وليدة الحركة النقدية الجديدة، وإن كانت هذه الحركة قد خلقت مسابر كاشفة لها، فمنذ أن بدأ التعمق في تجليه أبعاد النص العربي القديم وتسجيل ذلك في المدونة النقدية العربية، بدأت حركة الحوار بين النقد والإبداع، فما أن يحاول النقاد التأكيد على معايير معينة، تأتي حركية النص بما يزعزع ذلك الثبات ويحاول الخروج عليه. وفي إطار التحولات النصية، التي جاءت عن طريق نمو ذائقة مختلفة، جاءت بسبب من تزاحم السلطات المختلفة على النص. حاولت أن أتابع ذلك التغير الحيوي للنص وللمفاهيم النقدية، في ظلال المدينة العباسية عبر النموذج البغدادي في شعر المحدثين عبر الاختلاف في بناء النص ورموزه. وكما تابعت التجربة النقدية الحديثة وهي تتابع نصاً قديماً، وقفت على هذه التجربة وهي تتابع نصاً من الشعر الحديث، فوقفت على المعالجة النقدية لنص بدر شاكر السياب، (أنشودة المطر)، وحاولت أن أتبين مسار هذه التجربة وهي تتماوج بين التقدير الذاتي، وإجراءات البحث الموضوعي، في محاولة لرسم المسافة ما بين هذين القطبين في القراءات النقدية. وختمت هذه الأبحاث بمتابعة للعلاقة بين التحولات النقدية وحركية النص في المشهد الأدبي المحلي، حيث كشفت في هذا المبحث عن إرهاصات تجدد طرائق النظر للنص الإبداعي، في المشهد الثقافي المحلي، التي حدثت بسبب مؤثرات مختلفة، منها تجدد النص الإبداعي في أشكاله، وطرائق بنائه، وتجدد النظر إلى اللغة وهي في حال اشتغال في حركية النص، وأكدت في هذا الصدد على العلاقة الجدلية بين تحولات النقد وحركية النص، وهي الخيط الذي ينتظم مباحث هذا الكتاب.