في مجموعته القصصية هذه، يشتغل محمد بن سيف الرحبي على المسافة التي تقع بين الواقع والحلم. وبتقنيات متعددة تعبر عن حالات إنسانية شفافة، ما يجعل كل نص قابلاً لإحتمال الإعترافات والسيرة الذاتية.يتصدر المجموعة عنوان موحد (الصفرد يعود غريباً) ويغلب على كافة القصص المحاكاة...
في مجموعته القصصية هذه، يشتغل محمد بن سيف الرحبي على المسافة التي تقع بين الواقع والحلم. وبتقنيات متعددة تعبر عن حالات إنسانية شفافة، ما يجعل كل نص قابلاً لإحتمال الإعترافات والسيرة الذاتية.يتصدر المجموعة عنوان موحد (الصفرد يعود غريباً) ويغلب على كافة القصص المحاكاة الرمزية للواقع، بلغة ساخرة، ومن منظور الروائي الشخصي للواقع الذي تدور الأحداث حوله، وبعبارة أخرى تتمحور حول ذات الراوي (الكاتب والشخصية) بخطاب تهكمي ينطوي على نظرة خاصة. يتمظهر ذلك في القصة التي حملت عنوان (لو قال لها: "أحبك" التي يتابع خلالها الراوي بطله النادم أنه لم يقل لتلك العابرة في درب القرية كلمة أحبك "... لو قال لها كلمة أحبك حينما دسَت في قلبه أول كلماتها لشعر بقوة روح قادرة على البقاء مئات السنين، عجز أن يختضن كلماتها، خاف، وتبلَل جسده بمطر من العرق، هارباً من الجحيم الأبدي، ومن غواية إبليس اللعين المتصور في هيئة أنثى طازجة تبتغي سحبه بعيداً عن الجنة". وهذا يشي بلغة لا تخلو من مرام تأويلية معتمدة الفكر السائد في مجتمع بعينه، حيث التفكير باليوم الآخر والإستعداد له أهم من هموم القلب –وما يحب الإنسان وما يكره.يضم الكتاب (14) قصة نذكر من عناوينها: "الذي عاد غريباً يتذكر الذئب"، "الركلة"، "السيكل"، "الصفرد"، "المتشظي يحلم بمرآته"...إلخ.