إلى أي مدى تتلاشى الحدود والبداهات في مجموعة (العابرون إلى الوهج البعيد) والجواب في ذلك الإحساس العبثي الذي يصل إلى حد العدم إزاء الوجود برمته لدى الشاعر هاشم الشامسي"، دافعا بأشعاره إلى فضاءات تعبيرية قل مثيلها في الثراء والدلالة والسطوع المأساوي، يقول: "أجسادنا توابيت...
إلى أي مدى تتلاشى الحدود والبداهات في مجموعة (العابرون إلى الوهج البعيد) والجواب في ذلك الإحساس العبثي الذي يصل إلى حد العدم إزاء الوجود برمته لدى الشاعر هاشم الشامسي"، دافعا بأشعاره إلى فضاءات تعبيرية قل مثيلها في الثراء والدلالة والسطوع المأساوي، يقول: "أجسادنا توابيت مغلقة/ ترافقنا/ تجمع أزهارنا الذابلة/ ثم تذروها قمحا/ تنبت أرواحا جديدة/ حين تنزل دموعنا/ تتوجس توابيتنا/ خشية أن ترتوي/ أزهارنا الذابلة/ فتصيبنا رعشة/ توقظ طفولتنا النائمة (...)". هي قصائد ترتبط بمعنى وجود الإنسان في هذه الحياة الذي سيتحول فيما بعد إلى رمز لغياب أزلي، كهؤلاء العابرون إلى الوهج البعيد: "يرحلون أفراداً وجماعات/ يتتبعون الوهج الصادر/ من وجه الحجر/ يحملون ذاكرةَ أحلامهم البعيدة/ يقطعون بُطون الأودية/ يقاسمون الأحجار ذاكرتها (...)". وهكذا نجح الشاعر في أن يوظف ألفاظه توظيفاً دلالياً مميزاً مطابقاً للمعاني المرادة من النصوص. فيكون الشعر معه وسيلة لفهم العالم في الواقع وفي المثال. يضم الكتاب ستة عشر قصيدة في الشعر العربي الحديث نذكر من عناوينها:" بين صدعة الغياب، بعيداً أرحل بك، رنين الحلم، مشهد خبائزي ...الخ.