في هذا الكتاب تتضح ثلاثة أقانيم قبع أتابعها عليها دون النظر فيها بمنظار النقد والمراجعة، ولعلها قدمت بعض العطاء المرجو في أزمنتها وأوقاتها، بيد أنها وصلت عند من يتحسس من النقد إلى درجة المقدس، مع أنها تولدت من أفكار بشرية، وإذا كان الزمن قد تجاوزها كما تجاوز الكثير من...
في هذا الكتاب تتضح ثلاثة أقانيم قبع أتابعها عليها دون النظر فيها بمنظار النقد والمراجعة، ولعلها قدمت بعض العطاء المرجو في أزمنتها وأوقاتها، بيد أنها وصلت عند من يتحسس من النقد إلى درجة المقدس، مع أنها تولدت من أفكار بشرية، وإذا كان الزمن قد تجاوزها كما تجاوز الكثير من النظريات فقد آن الوقت للوقوف معها مراجعة وتصحيحاً ودراسة ونقداً، ولا يمكن إلغاؤها، فقد يستفاد منها بطريقة أو بأخرى. إن التقليد والأسطورة والخرافة هي أقانيم اللامعقول، وهي التي اكتسحت بثوب مستتر العقول ودمرت الذات، وأسقطت أمتنا في شبكة الوهم والظنون والممارسات الناقضة للمنطق المعقول، وينبغي للناقد والمصحح والمراجع للفكر والمتغيرات الإستناد إلى الثوابت والأصول والنظرة الكلية الواقعية المتوائمة مع الكتاب الكوني للمستقبل. كتاب أقانيم اللامعقول، له أكثر من هدف تغيّاه كاتبه، وله أكثر من مضمون يحمله، يقرأ فيه مؤلفه مرحلة معرفية مهمة، كانت ذات يوم هي المعقول المعرفي الذي يُفسِّر ما حوله، إنه من هذه الناحية يؤرخ لحركة إجتماعية عقلية كانت سائدة في البشرية، قد تختلف مع الكتاب أو تتفق معه، لكنك ستجده قد أضاف إلى الحقل المعرفي عموماً، وأضاف لك رؤية لم تكن تشاهدها قبله بوضوح، والأكثر من ذلك أنه دمج مسار التأريخ المعرفي في عمان مع المسار الإنساني العام بشقه العربي ثم الإسلامي.