شغلت المشيرات المقامية بال العديد من الباحثين، على الصعيدين العربي والعالمي، وقد كثرت الدراسات حولها، وتنوعت الإتجاهات التي تناولتها، بين دراسات لغوية (نظرية وتطبيقية)، ومنطقية، وإجتماعية، ونفسية، وذلك لما تتميز به من إستعمال طريف في اللغة وما ترتبط به من قضايا لغوية...
شغلت المشيرات المقامية بال العديد من الباحثين، على الصعيدين العربي والعالمي، وقد كثرت الدراسات حولها، وتنوعت الإتجاهات التي تناولتها، بين دراسات لغوية (نظرية وتطبيقية)، ومنطقية، وإجتماعية، ونفسية، وذلك لما تتميز به من إستعمال طريف في اللغة وما ترتبط به من قضايا لغوية مختلفة كالتعريف والتنكير والإحالة والإرتباط بالحدث التخاطبي إلى غير ذلك من القضايا التي شغلت النحاة والبلاغيين واللسانيين والمناطقة. إن المشيرات المقامية ألفاظ يتحدد مدلولها بمطابقته للواقع الخارجي الآني، إذ يتغير مدلولها بتغير المرسل ومكانه وزمانه ويوافق كل تغير من هذه العناصر قضية منطقية جديدة، ولأن إستعمال المشيرات المقامية في الخطاب لا يقتصر على كونها وحدات لغوية يتواصل بها المتكلم مع الآخرين أو ينقل بواسطتها أفكاره، وإنما يتجاوزه إلى قدرتها على إبراز ما يعتمل في داخل المتكلم من نزعات نفسية وما يربطه بالآخرين من علاقات إجتماعية لذا فهي مجال خصب للدراسات الأدبية والنفسية والإجتماعية. لقد دعت الضرورة إلى دراسة المشيرات المقامية في القرآن الكريم، لأسباب منها ما يتعلق بالنص موضع الدراسة، ومنها ما يتعلق بالمشيرات المقامية نفسها، ومنها ما يتعلق بإستعمال المشيرات المقامية في القرآن الكريم، ولا تدعي هذه الدراسة السبق في تناول المشيرات المقامية في اللغة العربية، أو السبق في تناولها في الخطاب القرآني. إلا أن هذه الدراسة تناولت جميع المشيرات المقامية في القرآن الكريم من الناحية التداولية، وتسعى هذه الدراسة إلى جمع المشيرات المقامية في القرآن الكريم في دراسة متكاملة. ولتحقيق هذه الأهداف، تم الإعتماد على المنهج البرجماتي فهو يتخذ من: "اللغة وسيلة تخاطب" شعاراً له، وهو يُعنى بدراسة النصوص على أنها نصوص تخاطبية، ويركز على الجانب التداولي في دراستها. وقد تم تقسيم البحث إلى خمسة أقسام على النحو الآتي: اهتم القسم الاول بتحديد مصطلح "مشيرات مقامية"، وتحديد العناصر المنتمية إلى المشيرات المقامية، والتعرض لبعض الإشكاليات التي تكتنف التحديد، أما الأقسام الأخرى (الثاني والثالث والرابع والخامس) فتم تخصيص كل قسم منها لدراسة مشير من مشيرات المقامية، التي تم تحديدها في القسم الأول، حيث تولى القسم الثاني دراسة ضمائر الحضور، والقسم الثالث اهتم بالنداء، أما القسم الرابع فعني بأسماء الإشارة في حين اختص القسم الخامس بالمشيرات الزمنية.