"حافلة .. الموتى" عمل قصصي للكاتب علي بن سيف الرواحي يندرج في سياق عام يرصد التحول البطيء، الممانع، لقبائل بدوية في مرحلة تشكل فترة الإنتقال من حياة البداوة إلى حياة الحضارة، في فضاء مكاني معني، ومرحلة تاريخية محددة.يتشكل العمل من مجموعة من الوحدات السردية المتعاقبة،...
"حافلة .. الموتى" عمل قصصي للكاتب علي بن سيف الرواحي يندرج في سياق عام يرصد التحول البطيء، الممانع، لقبائل بدوية في مرحلة تشكل فترة الإنتقال من حياة البداوة إلى حياة الحضارة، في فضاء مكاني معني، ومرحلة تاريخية محددة.
يتشكل العمل من مجموعة من الوحدات السردية المتعاقبة، المتجاورة، دون أن يكون ثمة علاقة مباشرة بين وحدة وأخرى، ولكنها تغطي تاريخاً طويلاً يتحرك على جغرافيا واسعة، من بلد الكاتب وربما تشير إلى الجنوب العُماني، والذي يبدو أنه يضيء ثقافة البدو وأنماط عيشهم وصراعاتهم وأدواتهم، ما يمنح العمل نفساً ملحمياً، يجعل القارىء يعيش زمنه باحثاً في تاريخ هذا البلد، ويردم الفجوات بين التاريخي الواقعي والروائي المتخيل، يتمظهر هذا القول في القصة التي تحمل عنوان "الضبعون" حيث يبدو ابو راشد قلقاً من عدم إرسال الحكومة الحرس التي تحمي قطعان الغنم في القرية يقول أبو راشد مخاطباً زوجته " ... أتتنا أخبار من قرية السيح بأن مواشيهم لم تهاجم منذ أسبوعين بينما اشتدت الهجمات في قريتنا" ثم أردف بعد دقيقة تفكير قائلاً: "لكن في المقابل لم يسبق أن هوجمت حضيرتان في الليلة نفسها، مما يعني أنه ربما يكون حيواناً واحداً". عبر هذا الفضاء الروائي الحر يمسك الكاتب بتلابيب الزمن البدوي الجنوبي الهارب ويثبته بالسرد الروائي، ويفعل ذلك بحشد كم هائل من التقاليد والمعتقدات والطقوس الشعبية في لغة روائية تخلو من الإنشائية في السرد وتسمي الأشياء بأسمائها، ويزين بعضها بمحكية جنوبية، تمنح القص واقعية صارخة تجنح نحو السحرية في بعض مشاهدها.
يضم الكتاب سبع قصص جاءت تحت العناوين الآتية: "شظايا" ، "الضبعون" ، "ماريا" ، "ما تسومي تعلمني الهايكو" ، "المدنية البرتقالية" ، "الشاعر والمجنون" ، "البطل سامي" ، "حافلة الموتى".