-
/ عربي / USD
كان العرب شديدي الاعتزاز بلغتهم، حريصين كثيراً على تقديرها، ووضعها في أجل منزلة وأجمل صورة.. وقد تجلى ذاك الاعتزاز، والحرص في اهتمامهم الواضح بجودة الإلقاء وحسن الحديث، وفي نفورهم من كل عيب يشوب النطق، أو يشوه التعبير.
لغتنا حلوة، جميلة، أنيسة مأموسة، غير أنها لا تخلو، كسائر اللغات من بعض الغرائب. التي تستوقف القارئ أو الباحث في اللغة، فيرتفع حاجباه اندهاشاً، ويزم شفتيه غرابة مما يضطر اللغوي للبحث عن سر هذا الكم الهائل من المفردات التي توضع من أجل (حيوان) سواء كان أسداً أو حية أو بعيراً أو سيفاً.
معجمي هذا، ستيعرض إلى طرق عدة نموذجات تحكي على موضوعات مختلفة، متباينة، هي صور للغرابة.. ومظاهر الغرابة. وقد أسميت معجمي باسم: "غرائب اللغة" لإطلاع القارئ أو الكاتب والباحث على ما خفي وغمض في لغتنا.. فالغرائب جمع لكلمة (غريبة)، وفي اللغة: غرب الكلام: غمض وخفي، أو كان غير مألوف... وهذا ما قصدته..
والقارئ الحصيف، سيعرف، بعد استعراض عنوانات المعجم أنني نجحت في استحضار مجموعة من (الغرائب اللغوية) التي منها ما يتكلم على: (الاتباع) و(الاستعارة) و(الأشياء الرديئة من خرء ووسخ ونحوهما) و(الأصوات) و(الألفاظ الدخيلة) و(الألفاظ الغريبة: في غموضها) و(الألفاظ الموضوعة: المستحدثة- المولدة-الإناث والذكور) و(درجات الحب) ونحوها، و(تسمية المتضادين) و(الجماعات على أنواعها) و(أسرار عن حروف في الأبجدية) و(صغار الأشياء) و(فرائد من الأمثال والأقوال)، و(القليل والكثير والكبير) و(الكليات والكنايات) و(ما ائتلف مبناه واختلف معناه) و(المثنى) و(نموذجات من المترادفات).. وأخيراً: (وقوع اسم واحد على أشياء مختلفة)..
وقد رتبت (المعجم) على الطريقة المعجمية: الألف بائية التي انسحبت على عنوانات الموضوعات، ثم، بالطبع، على المواد: موضوع المعالجة والبحث.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد