تنتمي مقولة المنهج إلى الشأن المعرفي من علم الفلسفة لا إلى الشأن الوجودي، وهو شأن لاحظنا مزيداً من الاهتمام به في الفترة الأخيرة مع مثل عبد الكريم سروش في إيران، ومحمد أركون في العالم العربي وغيرهم، مما عنى تراجعاً في البحث الوجودي الأنطولوجي من الفلسفة، والذي كانت...
تنتمي مقولة المنهج إلى الشأن المعرفي من علم الفلسفة لا إلى الشأن الوجودي، وهو شأن لاحظنا مزيداً من الاهتمام به في الفترة الأخيرة مع مثل عبد الكريم سروش في إيران، ومحمد أركون في العالم العربي وغيرهم، مما عنى تراجعاً في البحث الوجودي الأنطولوجي من الفلسفة، والذي كانت اهتمامات به إبان الحقبة الماركسية. ليس هذا الكتاب دراسة شاملة وبنيوية لموضوع المنهج، إنما هو بتعبير دقيق "أوراق في المنهج"، فلا ينبغي التعامل معه أكثر من ذلك، من هنا نجده يقدم تصورات، لكنه لا يركز على دراسة شاملة للموضوع، لأن مسألة المنهج في العرفان الإسلامي مثلاً تحتاج لوحدها إلى دراسة مستقلة، كما يختص الكتاب بمسألة المنهج في الفكر الديني الإسلامي فقط، ولا يدرس الموضوع أبعد من ذلك، لهذا كان هناك تركيز على العلوم الإسلامية، دون سائر العلوم الدينية غير الإسلامية. من هنا، قسمت الكتاب إلى قسمين: القسم الأول: في ملاحظات منهجية عامة تتصل بمجمل أضلاع المعرفة الدينية الإسلامية، بقطع عن هذا العلم أو ذاك. القسم الثاني: ملاحظات منهجية خاصة، أي حاولت هنا الاقتراب أكثر من بعض العلوم، فقسمت البحث إلى قسمين: علوم غير نقلية كالكلام والعرفان، وعلوم نقلية كالفقه والأصول والحديث، مقدماً جملة ملاحظات حول المنهج، إضافة إلى جملة اقتراحات متواضعة. وقد أرفقت مع الكتاب في آخره، بضعة من الحوارات التي أجرتها معي بعض الصحف والمجلات و.. في إيران والعالم العربي، تتميماً للفائدة.