تعدّ مقولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المقولات التي شهدت التباساً كبيراً في العقود الأخيرة، وتعدّدت المواقف منها بالغةً حدّ التناقض، بين دعوة لإقفال ملفّها وأخرى للتشدّد في أمرها والحفاظ عليها. وقد ظلّت هناك حاجة لمعالجة علميّة فقهيّة تستطيع إعادة قراءة هذه...
تعدّ مقولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المقولات التي شهدت التباساً كبيراً في العقود الأخيرة، وتعدّدت المواقف منها بالغةً حدّ التناقض، بين دعوة لإقفال ملفّها وأخرى للتشدّد في أمرها والحفاظ عليها. وقد ظلّت هناك حاجة لمعالجة علميّة فقهيّة تستطيع إعادة قراءة هذه الفريضة باجتهاد إسلامي جديد، بعد أن كثرت الدراسات ذات الطابع التعبوي في هذا المجال.
من هنا، حاول هذا الكتاب قراءة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقاً لأساسيات الفقه الإسلامي، مؤكّداً على أهميّة هذه الفريضة من حيث المبدأ وتنوّع مجالاتها، مسجّلاً جملة وافرة من الملاحظات النقديّة على الجانب العلمي والعملي المتصل بهذا الموضوع.
ومن نماذج ذلك، أنّه قد حاز موضوع العنف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أهميّة في هذا السياق، فنقَدَ الكتابُ نظرية العنف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستعاض عنها بنظرية الحضور الاجتماعي، مقدّماً جملة معطيات مثيرة في هذا السياق.