انشغل المسلمون عبر التاريخ في تفسير النصّ القرآني، لكنّ الفلاسفة والعرفاء وبعض المتكلّمين هم الذي حاولوا قراءة ظاهرة الوحي القرآني نفسه، إنّها قراءة أنطولوجيّة وليست مجرّد محاولة تأويليّة هرمنوطيقيّة، وتدور هذه القراءة حول تحليل هذه الظاهرة، وما هي الوقائعيات التي...
انشغل المسلمون عبر التاريخ في تفسير النصّ القرآني، لكنّ الفلاسفة والعرفاء وبعض المتكلّمين هم الذي حاولوا قراءة ظاهرة الوحي القرآني نفسه، إنّها قراءة أنطولوجيّة وليست مجرّد محاولة تأويليّة هرمنوطيقيّة، وتدور هذه القراءة حول تحليل هذه الظاهرة، وما هي الوقائعيات التي رافقت أو تضمّنت حدث الوحي القرآني النازل على الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل أوحي إليه النصّ اللفظي أم كان المعنى هو الموحى فيما اللفظ صنيعة بشريّة نبويّة تخضع لكلّ معايير النظم المفاهيمية التي تشكّل نسيج عقل النبي الصانع للنصّ؟ وهل يمكن الخروج بفهم جديد لتاريخية النص القرآني عبر التمييز بين اللفظ والمعنى في حدث الوحي؟. هذه الإستفهامات وتداعياتها تناولها هذا الكتاب بعمق، من خلال رصده لمحاولة الدكتور عبد الكريم سروش في نظرية النزول المعنوي للقرآن الكريم تأسيساً للفهم التاريخي، مع إرفاقها بمجموعة الدراسات النقديّة التي رافقت العاصفة التي أحدثتها محاولة سروش في المحافل الدينية في العقد الأخير. إنّ هذا الكتاب حلقة لتواصل المعرفة الدينية العلميّة بالظواهر الدينية الرئيسة.