لم يقف النقاش الديني ـ الفلسفي حول علاقة العقل بالنص عند حدّ، وقد اختلفت الاتجاهات الفكرية في الموقف من تدخّل الفلسفة في النصّ ومفارقتها له، من التجربة المعتزلية في التأويل المجازي، وصولاً إلى التيارات الصوفية والعرفانية والفلسفية المتأخرة على هذا الصعيد. وكانت هناك على...
لم يقف النقاش الديني ـ الفلسفي حول علاقة العقل بالنص عند حدّ، وقد اختلفت الاتجاهات الفكرية في الموقف من تدخّل الفلسفة في النصّ ومفارقتها له، من التجربة المعتزلية في التأويل المجازي، وصولاً إلى التيارات الصوفية والعرفانية والفلسفية المتأخرة على هذا الصعيد. وكانت هناك على الدوام مواقف رافضة لأشكال من العلاقة بين النصّ والعقل والقلب، من تيارات سلفية إخبارية متزمّتة، إلى تيارات تملك وعياً ابتسمولوجياً بمخاطر العلاقة غير المدروسة بين هذه المصادر المعرفيّة الثلاثة.
ومن بين التيارات التي قدّمت رؤية معمّقة لمشهد العلاقة بين العقل والنص والقلب أو بين الفلسفة والعرفان والنصّ كانت المدرسة التفكيكية الدينية المعاصرة، والتي نظّرت لأنماط من النقد الفلسفي الجادّ، إلى جانب تقنين العلاقة بدقّة ما بين المصادر المعرفية المشار إليها.
هذا الكتاب يشرح المفاصل الفكرية لمدرسة التفكيك الديني المعاصر، ويشرّح منطلقاتها وخلفياتها المعرفية، كما يرصد القراءات النقدية والدفاعية التي ظهرت في هذا المجال مع وضدّ المدرسة التفكيكية، ويعرض للتعريف برموز هذه المدرسة وأهم أعمالهم ونتاجاتهم الفكرية المميّزة.