يحمل كل حدث تاريخي في ذاته طابعه المتميز، وحيث أن استقصاء والفهم للتاريخ ينسقان دون شك عقل المؤرخ أو باحث التاريخ عند كتابته وتحليله يصبح حينئذٍ من واجبه أن يتناول الأحداث بدرجة مجردة راقية خالية من الخوف والتعقيد ما دام يسعى غلى التوضيح منظور ورؤى اجتهادية أساسها المنهج....

يحمل كل حدث تاريخي في ذاته طابعه المتميز، وحيث أن استقصاء والفهم للتاريخ ينسقان دون شك عقل المؤرخ أو باحث التاريخ عند كتابته وتحليله يصبح حينئذٍ من واجبه أن يتناول الأحداث بدرجة مجردة راقية خالية من الخوف والتعقيد ما دام يسعى غلى التوضيح منظور ورؤى اجتهادية أساسها المنهج. وهذا ما فعله الدكتور محمد إسماعيل في دراساته للحركات السياسية السرية في الإسلام، فهو قد حاول أن يتتبع الفكرة في مراحل نموها وتطورها حتى نقطة الاستقراء وذلك بشتى الطرق والأدوات وهذا في غاية الأهمية لأن مشكلته الحقيقية من التاريخ تتوقف على صدق هذه العلميات الفعلية المجردة المنزهة والتي يجري بها الاجتياز والتحول من "الشيء ذاته" إلى المعرفة ومن الحقيقة الإنسانية التي بينت تصوره في الماضي إلى التاريخ، وإلى جانب هذا حاول إبراز العلاقة الحولية بين الآراء والأفكار المذهبية وبين العمل السياسي والاجتماعي، وحرص على تقييم هذا العمل في إطار ظروف العصر وملابساته.