ليس الحديث حول صراع الأيديولوجيات العربية-الإسلامية المعاصرة، حديثاً جزفياً، لغرض الاستمتاع بموضوع نقدي، هو بالأحرى مبعث قلق وخيبة أمل، بل هو اختيار مسؤول يقدحه واجب الإنخراط في مغامرة ترمي إلى حل معضلات الفكر العربي-الإسلامي المعاصر. أهم الأهداف التي ننوي تحقيقها من...
ليس الحديث حول صراع الأيديولوجيات العربية-الإسلامية المعاصرة، حديثاً جزفياً، لغرض الاستمتاع بموضوع نقدي، هو بالأحرى مبعث قلق وخيبة أمل، بل هو اختيار مسؤول يقدحه واجب الإنخراط في مغامرة ترمي إلى حل معضلات الفكر العربي-الإسلامي المعاصر. أهم الأهداف التي ننوي تحقيقها من خلال هذه الدراسة، هي الرغبة في تكوين صورة موضوعية إلى حد ما عن وقائع الفكر وطبيعة الاصطراع الأيديولوجي الذي أمسى سمة النشاط الفكري الهربي-الإسلامي خلال العقود الأخيرة من القرن المنصرم، وذلك للاسهام بمقدمة المشروع يكون أكثر تفصيلاً وعمقاً لفك الإنسداد عن هذا الفكر وللمساهمة بتقديم وصفات مستعجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الجسد العربي الإسلامي المريض، الذي تسممت خلاياه بفعل الصراع الأيديولوجي الذي لم ينجح حتى الآن في تكوين صورة فعالة لمشروعه النهضوي.