ها نحن ندرس القربان في الجاهلية والإسلام، من خلال أخبار المسلمين والقرآن وما حف بالقرآن من علوم الدين، لا غاية لنا غير تتبع مظاهر السنة الثقافية في هذا الدين. ومظاهر السنة الثقافية في هذا الدين عالم من الفكر والمخيال لشعب مختلف الأمصار، متعدد الأوطان، عاش في كثير من...
ها نحن ندرس القربان في الجاهلية والإسلام، من خلال أخبار المسلمين والقرآن وما حف بالقرآن من علوم الدين، لا غاية لنا غير تتبع مظاهر السنة الثقافية في هذا الدين. ومظاهر السنة الثقافية في هذا الدين عالم من الفكر والمخيال لشعب مختلف الأمصار، متعدد الأوطان، عاش في كثير من الأزمان، فجاء فكره والخيال فسيفساء، سبحات من ضم أشتاتهم فبدت واحدة. ذاك هو عملنا، فسيفساء. فاجمع الأشتات ورتب تقف على رحلة في عالم الناس، أردناها جميلة كالفسيفساء، ترسم خيوطاً تشد الناس إلى الإله، تربط بينهم وبينه ولا تفرق. وكانت تلكم الخيوط موؤودة وهدياً وأضحية ونذراً قربوها للإله ساعة أيقنوا أن الإله لا يعطي إلا بحساب، وأن الدين حمل يثقل كاهل الإنسان وإن اشتد عوده أو غلظ. قمنا إلى تلك الخيوط الرابطة بين الرب العبد نبحث لها عن أصل في عالم القرابين والنحر والنبح، ونرسم خطوط عرضها والطول، لعلنا نفوز بما تسترت عليه من أمور تقربها من التفكير الميثي حيناً فتسعى إلى تجاوزها وتحلق في أمصار الناس من غير جنسها وفي الثقافات على اختلافها والأديان على تنوعها وتستوي كونية لا تعرف الحدود.